باريس ترفض تسوية شبيهة بتسوية ميشال عون!
يبدو انّ محاولات زج الخارج للتدخل الحاسم، جرّاء صعوبة ترتيب تفاهمٍ داخليّ بشأن الرئاسة الاولى بفعل الانقسام العميق بين المكوّنات السياسية، مستمرة اذ انّ قوى الممانعة تعمل جاهدة لايصال مرشحها الوزير السابق سليمان فرنجيّة الى قصر بعبدا، فيما المعارضة ترفض الذهاب نحو تسوية رئاسية كالتسوية السابقة مع الرئيس ميشال عون، وفي الوقت عينه ترفض الرضوخ لعين التينة وحارة حريك في ترجيحهما اسم معيّن – واستغلال نفوذهما على قوى سياسيّة لها تأثيرها وحضورها في البلد.
وفي ظل اتساع هوّة الشغور، يترافق العقم الرئاسي مع محاولات غربيّة لإنتشال لبنان من الجمود القاتل، لا سيما من ناحية انتخاب رئيس جديد بسرعة، للقيام بالاصلاحات المطلوبة، وهذا ما كان ضمن نقاشات سفير الإتحاد الأوروبي رالف طراف بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث تم البحث في مجالات العمل المشتركة المتعلقة بالملفات الأمنية واللاجئين والفرص الإقتصادية إضافة إلى ملف الإنتخابات الرئاسية والإصلاحات.
من جهة اخرى، على رغم مما تم تداوله انّ فرنجيّة قام بزيارة سريّة الى باريس، يبدو انّ الطلاق الرئاسي اقترب بينه وبين الاوروبيين، اذ افاد مصدر دبلوماسي غربي لوكالة “اخبار اليوم” ، انّ المعادلة التي سوّق لها في الايام الاخيرة، انّ زعيم تيّار المردة رئيساً للجمهوريّة، والسفير السابق نواف سلامة على رأس الحكومة، غير واردة اطلاقاً، وليست ضمن نقاشات العاصمة الفرنسيّة.
اكثر من ذلك، ينقل المصدر عينه معلومات مفادها انّ زمن التسويات قد ولّى، فالاميركيون، سبق وانّ استشعروا بالمرارة والغضب وقت انتخاب عون عام 2016، كذلك السعوديون الذين يعتبرون انّ العهد السابق قد “مرّغ” سمعتهم في الوحل اثر سلسلة خيبات عاكست تطلعاتهم، وخير دليل على ذلك التغريدة الأخيرة للسفير السعودي وليد بخاري اذ قال: تَستَهوِينِي كثِيراً أُطرُوحَةُ الأَملِ – الَّذي لَا يمنَحُ الثِّقَةَ وَلَا يَرتَقِي إِلَى مُستَوى التَّنَبُّؤِ – لأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِقَولِهِ: الأَمَلُ كَالسَّرَابِ يَغُرُّ مَن رَآهُ وَيُخْلِفُ مَن رَجَاهُ.. في اشارة انّها لنّ تمنح تأييدها لـ”سليمان بيك فرنجيّة “اللصيق” بالحزب وطهران ودمشق.
شادي هيلانة- اخبار اليوم