مخاطر جسيمة في الحميات الغذائية القاسية: هذا ما يحصل بعضلات التنفس وعضلة القلب!
حذرت الجمعية الألمانية للتغذية من اتباع الحميات الغذائية القاسية، نظرا لما تنطوي عليه من مخاطر صحية جسيمة.
وأوضحت الجمعية أن الحميات الغذائية القاسية تعد بخسارة ما يصل إلى 5 كغم من الوزن في غضون أسبوع، مشيرة إلى أن فقدان أكثر من 1.5 كغم أسبوعيا يعد أمرا غير صحي.
وتتمثل المخاطر الصحية المترتبة على الحميات الغذائية القاسية في ضعف جهاز المناعة والتعب المستمر والضعف والهزال وقلة التركيز والدوار ومشاكل الهضم ومشاكل الغدة الصفراوية ورائحة الفم الكريهة وانحسار اللثة، بالإضافة إلى شحوب وترهل الجلد وتساقط الشعر.
وفي أسوأ الحالات قد تلحق هذه الحميات القاسية ضررا بعضلات التنفس وعضلة القلب، الأمر الذي يشكل خطرا على الحياة.
وأضافت الجمعية أن اتباع الحميات الغذائية القاسية غالبا ما يقترن بما يعرف بتأثير “اليويو”، أي أنه يؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة عكسية تتمثل في زيادة الوزن.
وأكدت الجمعية الألمانية ضرورة إمداد الجسم بسعرات حرارية لا تقل عن 1500 سعرة حرارية يوميا، وذلك لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة، مشيرة إلى أن من الصحي خسارة الوزن بمعدل يتراوح من 300 إلى 500 سعرة حرارية يوميا.
ولهذا الغرض ينبغي إنقاص الوزن تدريجيا من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يقوم على الإكثار من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والإقلال من الدهون والسكريات والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة، مع المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
وحذر أخصائي التغذية الألماني ميشائل كوب من اتباع أنظمة الحمية الغذائية القاسية التي يتم خلالها الاستغناء التام عن أنواع معينة من الأطعمة، واستخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد تثبط الشعور بالجوع.
وأكد كوب أن إنقاص الوزن يعد في الأساس عملية طويلة الأجل ولا يمكن إتمامها بشكل سريع، ذلك أنها تتطلب تغيير أسلوب الحياة بشكل عام عبر تعديل العادات الغذائية والإكثار من ممارسة الأنشطة الحركية.
أما عند محاولة إنقاص الوزن بشكل سريع عن طريق أنظمة الحمية الغذائية القاسية هذه، فيتعرض الجسم للوقوع تحت خطر تأثير “اليويو”، وهو مصطلح يطلق على عودة الوزن من جديد بعد مدة زمنية معينة وربما بمقدار أكبر، وذلك بمجرد العودة إلى العادات الغذائية القديمة.
وأضاف كوب أن أغلب المكملات الغذائية التي يتم استخدامها عند اتباع هذه الأنظمة صحيح أنها لا تتسبب في إحداث آثار جانبية وتحتوي في الأساس على العناصر الغذائية المهمة للجسم كالبروتينات والكربوهيدرات وكذلك على أنواع خاصة من المستخلصات النباتية التي يمكن أن تقوم بعدة وظائف، من بينها تثبيط الشعور بالجوع، إلا أن هذه المستخلصات النباتية يمكن أن تؤدي أيضا إلى إحداث مشاكل لدى بعض الأشخاص، ولاسيما مرضى السكري والكبد.
لذا من الأفضل الابتعاد عن مثل هذه الأنظمة الغذائية والالتزام بمقومات إنقاص الوزن على المدى الطويل، والتي تتمحور في تغيير أسلوب الحياة عبر تعديل النظام الغذائي بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات بدلا من الحلويات والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وممارسة الرياضة ومحاولة إدخال الأنشطة الحركية في حياة الشخص، كصعود الدرج مثلا بدلا من استخدام المصعد دائما.
العرب