جنبلاط أبلغ رئيس البرلمان: السعودي مش ماشي…وبري يضرب عصفورين بحجر واحد!

من المُضمر الى المُعلن انتقل ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، والترشيح اتى هذه المرة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما نُقل عنه بحديث صحافي، والذي قالها بوضوح: مرشحنا سليمان فرنجية ولن نكرر تجربة 2008، باشارة واضحة الى عدم تعديل الدستور والسير بقائد الجيش جوزاف عون، ليتحول المشهد الرئاسي من تمسك شيعي بفرنجية مع فيتو على قائد الجيش الى فيتو مسيحي ومعه أطراف المعارضة على سليمان فرنجية ما يعني عمليا تصلبا بالمواقف لن يكسره داخليا الا تبدل موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حال تم، حيال انتخاب فرنجية، مع ضمان لبعض اصوات القوات او التيار من تحت الطاولة، وهذا ما ليس متوفرا، وخارجيا تفاهم اقليمي ما او تسوية ما تكون اركانها السعودية وايران علما ان المعلومات تفيد بان مسؤولا قطريا جس نبض ايران فكان الجواب: “احكوا مع الحزب”، وهذا ما حاول وفد قطري القيام به عبر زيارة الى بيروت التقى خلالها مسؤولين في حزب الله دون ان ترشح اية معلومة حول اللقاء.

ومن هنا حتى موعد التسوية، اسئلة كثيرة تحوم حول توقيت اعلان بري عن مرشحهم سليمان فرنجية وما اذا كان اتى “بقبة باط ” اميركية ولاسيما انه اتى بعيد اجتماع مع السفيرة الاميركية، مذيلة بعدم رفض جنبلاطي قاطع للسير بفرنجية ؟ وهل تبدل الموقف السعودي الرافض لترشيح فرنجية؟ وماذا عن حظوظ قائد الجيش جوزاف عون فهل تراجعت بعدما باتت المواقف واضحة تجاه رفض تعديل الدستور وتكرار تجربة العام 2008؟

معلومات الديار من مصادر موثوقة تكشف ان موقف المملكة العربية السعودية حتى اللحظة لم يتبدل، وهي لا تزال حتى الساعة ترفض السير بمن تعتبره مرشح حزب الله او يأتمر بأوامر حزب الله ولو انها لم تأت على ذكر فرنجية بالاسم لكن زائري الرياض فهموا الرسالة التي كان الرئيس بري قد تبلغها اصلا ممن اطلع على جو الاجتماع الخماسي الذي حصل بباريس والذي رفض فيه الممثل السعودي الخوض بأسماء واكتفى بالاشارة الى أن ما يهم الرياض هو رئيس جمهورية كما رئيس حكومة يلتزمان بشروط المملكة وبالاتفاقات التي كانت عقدت سابقا مع سعد الحريري، كما شدد على التمسك برئيس لا يأتمر بأوامر حزب الله ما فهم منه بانه غمز تجاه رفض السير بسليمان فرنجية.

وتتابع المصادر بان بري أراد عبر تسريب الاعلان عن ترشيح فرنجية زرك وحشر الاخير باتجاه اعلان ترشيحه علنا اذ لا يمكن ان يقود الثنائي معركة ايصال فرنجية فيما الاخير لا يزال يتريث باعلان ترشيحه لحين تأمين الـ 65 صوتا، فاذا نجح اي الثنائي الشيعي بايصاله عبر تسوية ما يكون بري قد باعها لفرنجية بانه كان اول من اعلن ترشيحه وفيما تعذر ذلك فعندها يكون بري قد قام بما يلزم تجاه حليفه مع رسالة مفادها: عملنا كل اللي بنقدر عليه لكننا لم ننجح! فيكون ترشيح فرنجية قد أُحرِق كما تم إحراق التمديد للواء عباس ابراهيم عبر وضع مشروع قانون التمديد له على جدول الاعمال مع 80 بندا آخر لتطيير الجلسة.

وتتابع المصادر بان خطوة بري ضربت عصفورين بحجر واحد اذ “زركت” فرنجية كما المعارضة بحيث نقل بري تهمة التعطيل من فريق ما يعرف ب8 اذار اي حزب الله وحلفائه الى فريق المعارضة من القوات الى الكتائب وغيرهم والامر تجلى واضحا بموقف رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي انتقل من تعطيل لمرة واحدة او اثنين للجلسات الى “سنعطل النصاب لعرقلة وصول مرشح حزب الله اذا تأمنت الـ 65 صوتا له”.

ولكن ماذا عن موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فهل بعث برسالة ايجابية لبري مفادها انه قد يبدل الراي ويسير بفرنجية ؟ على هذا السؤال تجزم اوساط متابعة عبر الديار بان جنبلاط تبلغ الموقف السعودي الرافض لانتخاب فرنجية عبر نائبه الذي اوفده وائل ابو فاعور مع نجله رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور الى الرياض والذي سمع كلاما سعوديا رافضا لوصول رئيس ينفذ اوامر حزب الله، وهذا الموقف بحسب المعلومات نقله جنبلاط لحليفه الرئيس بري باعثا له براسلة مفادها : السعودي مش ماشي.

وفي هذا الاطار وتعليقا على امكان تبديل جنبلاط لموقفه من السير بفرنجية، تشير مصادر مطلعة في الحزب التقدمي الاشتراكي عبر الديار بان موقف جنبلاط واضح ولم يتبدل والاساس بالنسبة لنا هو الحوار والنقاش توصلا للتفاهم على شخصية الرئيس وتضيف المصادر الاشتراكية:لا نزال نتمسك بموقفنا الداعي للاتفاق على رئيس بين مختلف القوى السياسية عبر الحوار الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة بظل الانقسامات الحاصلة بالبلاد.

وفُهِم من هذه المواقف بان الاشتراكي لن يساهم، حتى اللحظة، بتأمين الـ65 صوتا لايصال فرنجية الى بعبدا، الا في حال تبدل المشهد الاقليمي ورست تسوية ما على عدم ممانعة وصول فرنجية مع رئيس حكومة من فريق 14 اذار.

وفيما بدا انتخاب فرنجية متعذرا حتى اللحظة، علما ان رئيس تيار المردة يسعى عبر وسطاء لتأمين زيارة او لقاء مع مسؤولين سعوديين، كما أن امكان انتخاب قائد الجيش بات ايضا متعذرا وسط رفض الثنائي تعديل الدستور وعدم تكرار تجربة 2008 كما موقف التيار الرافض لانتخاب جوزيف عون يضاف له موقف المردة كطرف مسيحي اخر، فواضح ان الاسمين المرشحين جديا للرئاسة يصطدمان بفيتوهات منها شيعية ومنها مسيحية فهل يكون الحل الوسط باسم ثالث يتفق عليه الجميع وفي مقدمهم الكتلتان المسيحيتان الوازنتان القوات والتيار ؟

مصادر بارزة متابعة للملف الرئاسي تكشف ان البحث بدأ جديا بـ 3 اسماء من خارج معادلة جوزاف عون سليمان فرنجية وذلك عبر حراك المطران انطوان ابو نجم المكلف من البطريرك الراعي والذي جال على المعنيين على ان يعود ويلتقيهم مرة ثانية، وتكمل المصادر انه في حال تم فعلا التوصل لجوجلة اسماء فعندها وفي حال اصرت بكركي على حوار مسيحي فتصبح تلبية الدعوة ممكنة فتلتقي القوات والتيار ومعها الاطراف المسيحية الاخرى على طاولة بكركي، فهل يفعلها الطرف المسيحي ويطرح اسما ثالثا على طاولة البحث الرئاسية فيحشر الجميع باستحقاق يعني المسيحيين بالدرجة الاولى او ان تسوية ما اقليمية ستطيح بكل هذه السيناريوهات وتفرض في حينه رئيس الجمهورية والحكومة معا؟

بالانتظار، يختم مصدر موثوق عبر الديار بالقول: من المبكر الاجابة على هذا السؤال ولا شيء تبدل حتى الساعة لكن المرجح هو الا يطول انتخاب الرئيس او اقله الا يتعدى موعد انتهاء مهام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بداية الصيف!

الديار

مقالات ذات صلة