بعد “التفجّع” و”اللطم” و”نبش” الشَعر: هذه هي حكومة فرنجية الأولى!
لن تنتهي قريباً فصول “التفجّع” و”اللطم” و”نبش” الشَعر وقَرْض الشِعر وتجييش المشاعر وتجديد الولاء للواء، صاحب الولايتين، الطامِح إلى متابعة الخدمة الوطنية، سواء من خلال منصب وزاري “دسم” أو من خلال النيابة التي تفترض الولاء للثنائي الشيعي، الكلّي الطوبى.
إن اُتيحت للواء المتقاعد الفرصة وتُرك له ترف الإختيار، سيختار حقيبة الخارجية والمغتربين. “الخارجية” هدية “بتلقلو” على حد تعبير أسطورة الغناء العاطفي العلامة الفارقة راغب علامة. أقلّه ستكون محطة طبيعية يستكمل فيها الرجل ما بدأه بين عواصم القرار واللاقرار.
الخارجية، بخلاف المالية، لم تُكتب بعد باسم طائفة، وإن توالى عليها وزراء من الطائفة الشيعية لعقد من الزمن. محمود حمود فوزي صلّوخ، علي الشامي. عدنان منصور أسماء في البال. دائماً تعطي الطوائف أفضل من لديها. جبران باسيل تولى الخارجية في ثلاث حكومات كهبة للبنانيين. شربل وهبة، وللأسف، عاكسته الظروف وكان يُعوّل عليه لإحداث انقلاب على مستوى الإصطفاف الدولي. راح فرق عملة يا ولدي. وما يستوقف المراقب الأرثوذكسي للإخوان الروم، أن “الخارجية” لم تُسند إلى الدروز طوال قرن. فقط مرة واحدة إنتدبت طائفة الموحّدين الدروز لوزارة المغتربين، واحداً من خيرة قياداتها الميامين. اشتقنالك يا مير.
حُرمت الديبلوماسية اللبنانية في الألفية الثالثة من وزراء بوزن غسان سلامة، كما حُرمت في نهاية القرن الماضي من الدكتور كرم كرم، كان كرم من المرشحين الذين تمنى الرئيس الخالد حافظ الأسد توزيرهم في أولى حكومات عهد الجنرال (البحري) إميل جميل لحّود، دام سحره على الكوت دازور. تمنيات سيادة الرئيس أمر للتنفيذ. ومن الثابت تاريخياً أن علاقة كرم بعيلة الأسد الكريمة ذات بعدين. بعد طبي من خلال بشرى، وبعد سياسي من خلال والدها. سألت “غوغل” شو سامعلنا عن دكتور كرم؟ فأرسل إلي مشكوراً مقابلة أجرتها الزميلة سوسن الأبطح مع صاحب المعالي جاء فيها “أنا فقدت والدي وهو شاب ورأيت في الرئيس الراحل صورة الأب. كنت اشعر انه يهتم لأمري ولأفكاري ولمهنتي ويسأل عني ويشعرني أنني ابنه”.
إذاً شاء الرئيس السوري، والعناية الإلهية، تعيين كرم عضواً في الحكومة. أُبلغ الرئيس رفيق الحريري بوجوب توزيره. طلب التعرّف إليه كي لا يكون لقاؤهما الأول في الصورة التذكارية، وفي ذاك اللقاء سأله الحريري بحسب ما أسرّ به لصديق: بأي حقيبة مفكّر دكتور؟ أجاب الدكتور كرم “اريد حقيبة الخارجية” والأرجح أنه قبل بحقيبة الصحة على مضض.
غداً، أو بعد غد، لن يكون أمام الرئيس العتيد سليمان بك فرنجية، بعد إطاحة عرّابه نبيه بري بالمرشح “الأنبوبي”، أي مشكلة في تشكيل حكومة العهد الأولى. أمين سلام صاحب اللحية المزيّحة على الميليمتر رئيساً لمجلس الوزراء، اللواء عباس ابراهيم وزيراً للخارجية، طبيب عيلة الأسد الجديد وزيراً للصحة، يوسف فنيانوس وزيراً للعدل، ويُستدعى غازي وزني من الإحتياط لتولي حقيبة المالية… مبروك والعقبى للعاوزين.
عماد موسى