ماذا يفعل مرشح رئاسي لدولة خليجية… في بيروت!؟
على مسافة عشرة آلاف ليرة من ورقة المئة، يتربع دولار لبنان الاسود، مسجلا قفزات بهلوانية اكلت اخضر القدرة الشرائية ويابس الرواتب، المحترقة بنار اسعار السلع المرتفعة على انواعها، وفي مقدمتها الطاقة، استكمالا لخطة تفكيك ممنهج للدولة وتحللها، في غياب من يسأل او يسعى من اهل المنظومة المنخرطين في حروبهم العبثية ونكاياتهم ومناكفاتهم السياسية الى ايجاد حل، او اقله ان يفرمل السقوط.
وسط هذا المشهد، لفتت زيارة يقوم بها مرشح مطروح لرئاسة الجمهورية مقيم في الخارج، تردد ان دولة خليجية فاعلة على الساحة تعتبره خطتها باء، الى بيروت، حيث قام بجولة استطلاعية، ظاهرها مالي، وما خفي منها رئاسي، خصوصا ان الاخير يحظى في المبدا بالاغلبية الرقمية المطلوبة للانتخاب، في ظل تاييد التيار الوطني الحر، كتلة النواب السنة، اللقاء الديموقراطي، كتلة التنمية والتحرير، الا ان العقبة الاساسية امامه تبقى سياسية في ظل عدم “اقتناع” حارة حريك بخياره، نظرا لانه محسوب من وجهة نظرها على مرجعية سياسية معارضة لها.
وتقول المصادر ان حزب الله، ورغم كلام امين عام حزب الله عن انه لن يكون له تسمية للرئاسة الا انه في المقابل ثمة خطان احمران لن يتنازل عنهما، وقد تبلغتهما الجهات الخارجية، اذ ان اي لائحة اسماء يجب ان تراعي، اولا، الا يكون هناك رئيس مستعد للوقوف والقول من على المنابر الدولية بخيارات معارضة للحزب على الصعيد الاستراتيجي، وثانيا، عدم وجود قيادة جيش قد تسمح في “لحظة تخلي” في جر الحزب الى صدام.
من هنا تكشف المصادر ان معركة قيادة الجيش بالنسبة للحزب توازي المعركة التي خيضت من اجل التمديد للمدير العام للامن العام، والتي نجح فيها الحزب نصف نجاح لجهة الحفاظ على نهج اللواء ابراهبم والفريق نفسه في المديرية.
واعتبرت المصادر نقلا عن سفير دولة كبرى، ان ثمة من روج لفكرة انه بالامكان حصر الفراغ بالرئاسة الاولى وبالتالي حصر التداعيات، الا ان التجربة بينت عكس ذلك، اذ ان التعهدات التي قدمت كانت في “غير مكانها”، اذ زادت الاوضاع سوءا على صعيد المؤسسات الرسمية وزادت نسبة الانهيار والشلل، التي وصلت حد المجلس النيابي، ما عطل اي فرصة لانطلاق قطار الاصلاح، وهو ما دفع بالخارج الى اتخاذ القرار بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي باسرع وقت ممكن.
وابدت المصادر تخوفها من التطورات “المجلسية” بعدما نجح التيار الوطني الحر في نقل منازلة الحكومة الى ساحة اللجان المشتركة، وسط شرط ميرنا الشالوحي بعدم تسهيل انعقاد الجلسات الا وفقا لآلية جديدة تقوم على عدم عرض اي بند خلافي الطابع، خصوصا تلك الواردة من الحكومة والتي لا تحظى بتوقيع الوزراء الـ24، معتبرة ان “صهر الرابية” نجح في تسجيل هدف مشترك في مرمى عين التينة – السراي.
وختمت المصادر بان زيارات السفيرة الاميركية الى القيادات المعنية واضحة الرسائل والمضمون، وخلاصتها “اذهبوا وانتخبوا رئيسا ايا كان اسمه”، حيث الحديث بات اقرب الى سيناريو يقوم على حفظ ماء وجه الجميع وتفاصيله، انتخاب كتلة لبنان القوي لمرشحها، وكتلة الجمهورية القوية لمرشحها، فيما يكون “النصر” لمصلحة المرشح الاوفر حظا والذي بات يملك الاغلبية المطلوبة، بذلك تكون الميثاقية قد تأمنت.
فهل ينجح ضغط تعطيل المقصود للمؤسسات، وكلام البطريرك الماروني العالي السقف، الداعي بوضوح الى ذهاب الاطراف بمرشحيهم الى الهيئة العامة، في فتح ابواب المجلس قبل نهاية الشهر لانجاز تسليم “الشغور” مقاليد الجمهورية للرئيس العتيد؟
الامور مرهونة بالاسابيع الثلاثة المقبلة التي ستحسم الخيارات، بعدما تخطت الامور الخطوط الحمر على كافة الاصعدة.
ميشال نصر- الديار