إتصال من جهة أمنيّة عالية المستوى … عدّل مسار قضيّة الرفاعي!
لم يبرد جرح ذووي المغدور الشيخ احمد شعيب الرفاعي بعد، رغم دفن المغدور وتقبل التعازي، خصوصاً ان القاتل هو ابن عم الضحية، وهو من نكل بالمغدور وباخيه وبعائلته لاسباب بلدية وانتخابية، وللمطالبة بمحاسبته على إساءته الامانة وإختلاس الاموال البلدية.
ولكن ما يعزي اهل الضحية وابناء القرقف وعموم اهالي عكار وطرابلس والطائفة السنية، ان الامور انتهت على خير وسقطت الفتنة السنية – الشيعية، ولم تحصل “ضربة كف” او مشكل او اطلاق رصاص، رغم المأساة المتمثلة بقتل الشيخ احمد بعد خطفه والتنكيل به بطريقة بشعة.
هذه المعطيات تنطلق منها اوساط سنية واسعة الإطلاع وقريبة من دار الفتوى، لتكشف لـ”الديار” ان التعاطي المسؤول لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع اختفاء الرفاعي جنب البلد الفتنة ، لا سيما انه منذ اللحظات الاولى للإعلان عن الاختفاء ، ورمي الاتهامات في بلدة الضحية من قبل القاتل يحيى الرفاعي واولاده واولاد اخته، ان سيارتين من القوة الضاربة للامن العام استدرجت الرفاعي الى طرابلس لتخطفه الى جهة مجهولة، وقد تم التفاعل مع هذه الاكاذيب في عكار والقرقف وطرابلس، وحتى ذووي الضحية صدقوا هذه الرواية للوهلة الاولى.
وتكشف الاوساط ان المفتي دريان تلقى اتصالاً من جهة امنية عالية المستوى افادته ان اختفاء الرفاعي ليس امنياً، وانه غير موجود عند اي جهاز امني، وان ما نسب عن خطفه من قبل حزب الله او المخابرات السورية هو من باب الفتنة والاكاذيب، ورجح المتصل بدريان ان يكون الامر تخريبياً او جنائياً. وتشير الاوساط نفسها الى ان ثقة دريان بالمتصل، دفعته الى الاطمئنان، والى حث الاجهزة الامنية على الوصول الى نتيجة سريعة وحاسمة لمصير الشيخ الرفاعي، قبل ان تفلت الامور في الشارع.
وتكشف الاوساط ان تكليف دريان للجنة سنية من المشاريخ لمتابعة قضية الرفاعي ولتبريد الارض، ساهم في منع اي ردة فعل، وقد تعاطى دريان بحكمة ، خصوصاً عند استقباله لشخصيات ووفود سنية التي طالبته بردة فعل في الشارع وبالاقتصاص من خاطفي الشيخ الرفاعي. لكن دريان تعاطى بهدوء وصمت مع هذه الدعوات، وطالب بضبط النفس وعدم تأجيج المشاعر السلبية، مؤكداً الثقة بدور الاجهزة الامنية التي وعدته بنتائج حاسمة خلال ايام. وتكشف الاوساط ايضاً ، ان صمت دريان مع محاولته تهدئة الشارع السني وثنيه عن اي ردة فعل، دفع ببعض السياسيين والمشايخ والنواب الحاليين والسابقين الى اطلاق مواقف سلبية ومتسرعة، بينما شعر القاتل انه بـ “امان”، وان لا شبهات عليه، واطمأن ان التهمة “ركبت” على الامن العام او حزب الله.
وتشير الاوساط الى ان اطمئنان القاتل لم يدم طويلاً، حيث كشف تورطه بالجريمة بعد رصد تحريك آليات البلدية قبل ايام من اختطاف الرفاعي، وان هذه الآليات لم تحرك منذ فترة، وقد استعملت لحفر الحفرة العميقة التي دفن فيها المغدور. كما ان رصد احدى الكاميرات لسيارة تعود للرفاعي في مكان اختطاف الرفاعي، بالاضافة الى ادلة وبصمات له وللقتلة الآخرين، كانت كفيلة ببدء ظهور الخيوط التي كشفته في النهاية، وتمكنت القوى الامنية من القاء القبض عليه. علماً انه كان يحاول، وقبل القبض عليه بساعات، ان يهرب الى خارج لبنان.
علي ضاحي- الديار