قوى 14 آذار لم تهضم المقايضة… فهل تراجعت السعودية عنها؟

عند الحديث عن تسوية رئاسية مرتقبة، يكون الربط بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، في تكرار لتجارب سابقة كانت تجري بين الفريقين المتخاصمين في البلد، والتي ثبُت مع الوقت فشلها، نظراً لضرورة توافق الرئيسين على مسار الحكم. اليوم يعود الحديث مجدداً عن تسوية تُتيح لفريق 8 آذار إيصال رئيس للجمهورية، مقابل وصول رئيس حكومة للطرف الآخر، أي معادلة سليمان فرنجية – نواف سلام.

ما بين النفي والتأكيد، ضاعت حقيقة طرح هذه المعادلة، لكن بحسب مصادر سياسية متابعة، فقد تمّ فعلاً طرحها على الثنائي الشيعي، وتم فعلاً طرحها في أروقة الإدارة الفرنسية التي حاولت جس نبض المعنيين بالشأن اللبناني حولها.

لم تُطلق الإدارة الفرنسية مبادرة متكاملة عنوانها وصول سليمان فرنجية الى بعبدا مقابل وصول نواف سلام الى السراي الحكومي، لكنها طرحتها كفكرة يمكن البناء عليها، خاصة بعد أن سمعت من اكثر من طرف داخلي وخارجي، أن المطلوب تسوية تنتج رئيسين لا رئيسا واحدا، بالإضافة الى برنامج عمل الحكومة.

وتكشف المصادر أن هذه المعادلة التي حاول الفرنسيون طرحها، تقوم على وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة، مقابل وصول نواف سلام الى رئاسة الحكومة، على اعتبار أن الاخير هو مرشح السعودية لهذا المنصب، مشيرة الى أن السعوديين أبلغوا من فاتحهم بالأمر أن هذا الأمر غير صحيح، إذ لا مرشح رئاسي ولا مرشح لرئاسة الحكومة للمملكة. ولا تنفي المصادر أن السعودية تُريد تسوية “الرئيسين”، لكنها ترفض أن تتبنى اي إسم، وهو ما يصعّب المهمة على الفرنسيين الراغبين بشكل أساس بالإنتهاء من رئاسة الجمهورية ثم التفرغ للحكومة وبرنامج عملها.

انطلق الفرنسيون في مقاربة ملفي الرئاسة في لبنان من تصريح لوزير الخارجية السعودي، يتحدث فيه عن استحقاقين رئاسيين في لبنان، وبحسب المصادر، فإن المملكة تفضّل أن يكون الملف مترابطاً، لأن العهد الجديد لا يسير بجناج واحد وهو رئيس الجمهورية، بل بجناحين أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن ما لا تفضله المملكة هو الدخول في الأسماء.

عندما طُرح الموضوع على الثنائي الشيعي كان بمثابة تبادل أفكار، إذ تؤكد المصادر أن هذا الطرح لم يأت متكاملاً ضمن تسوية مطروحة، لذلك لم يُعط الثنائي جواباً حوله بانتظار اكتشاف تداعيات طرح كهذا، مشيرة الى أن الثنائي منفتح على طروحات تُتيح وصول سليمان فرنجية الى بعبدا، لذلك هو لم يعط جواباً بالرفض، ولم يعط جواباً بالإيجاب.

في الشق المقابل، لم تتلقّ قوى 14 آذار هذا الطرح بصورة إيجابية، وبحسب مصادر مقربة من هذا الفريق، فإن هذه المعادلة سبق وجربناها بوصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وسعد الحريري الى رئاسة الحكومة، والنتائج لا توحي بإمكانية نجاحها في المستقبل، لذلك يجب مقاربة الأزمة اللبنانية من وجهتها الصحيحة، وهي أن الازمة لا تتعلق بالرئاسة أو إسم الرئيس، إنما بسيطرة فريق على الدولة وقرارها، ومحاولات جرّ البلد الى صراعات لا علاقة للبنان فيها تعود عليه بالضرر، لا سيما مع محيطه العربي. بالنسبة الى هذه المصادر، من الخطيئة المساهمة بوصول رئيس جمهورية يتبع لفريق 8 آذار، لأن ذلك يعني استمرار الأزمة وتضخمها.

محمد علوش- الديار

مقالات ذات صلة