هكذا تصرّف حزب الله… في جريمة الرفاعي!

منذ اللحظة الاولى للاعلان عن إختطاف إمام مسجد القرقف العكارية الشيخ احمد شعيب الرفاعي، ومحاولة الصاق الجريمة بحزب الله وتوظيفها للاثارة والفتنة السنية- الشيعية، نشطت الاتصالات بين حزب الله ومختلف المرجعيات السنية، بما فيها دار الفتوى وإفتاء عكار والمناطق وشخصيات حزبية وسياسية، وفق ما تكشف اوساط واسعة الإطلاع على اجواء حزب الله.

وتؤكد الاوساط ان فحوى الاتصالات، يصب في إطار نبذ الفتنة، وتفويت الفرصة على مستغلي الحادثة الاليمة، لا سيما ان المغدور الرفاعي، كان له مواقف متشددة من النظام السوري وحزب الله وايران.

وتشير الاوساط الى انه منذ اللحظة الاولى، دعا حزب الله الى الهدوء والتروي وعدم الانفعال، وطالب بالكشف السريع عن ملابسات الجريمة، كما تواصلت معه الاجهزة الامنية، التي كان لديها منذ اللحظة الاولى خيوط عن مشاكل عائلية قديمة بين المغدور وبعض افراد عائلته (رئيس البلدية واولاده وابناء اخته والذين ارتكبوا الجريمة البشعة)، ولكن الاجهزة الامنية لم تكن على دراية كاملة بكل الملابسات، وهو ما استدعى بعض الوقت والتوقيفات والتحقيقات، التي استغرقت اكثر من 5 ايام، مما فاقم الشحن والتحريض والاثارة المذهبية الرخيصة والحاقدة.

وتلفت الاوساط الى انه ومع جلاء الملابسات بنهاية مأساوية، لجأ حزب الله الى القضاء عبر محامين لوضع النقاط على الحروف، ولمقاضاة كل من تهجم عليه وحرّض ضده في القضية، وليؤكد المؤكد وحرصه على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، لا سيما بين المذاهب الاسلامية على تنوعها. هذا الحرص على العلاقات السنية الشيعية يكرسه حزب الله يومياً، وهو ماض ووفق الاوساط نفسها في إطار تعزيزها داخلياً مع المكونات السنية، لا سيما مع “الجماعة الاسلامية”.

ووفق اوساط الطرفين (حزب الله والجماعة)، فإن العلاقة بين الطرفين على الطريق الصحيحة، وهي تنمو بشكل متسارع وتخدم التقارب، بما يعزز المصالح الوطنية والتنسيق في مقاربة الصراع مع العدو الاسرائيلي، والتمسك بالقضية الفلسطينية وبالمقاومة لطرد الاحتلال وتكريس حق العودة للشعب الفلسطيني، وحقه في تحرير ارضه وقدسه الشريف من الصهاينة.

وعلى المستوى الاقليمي، كانت لافتاً مسارعة حزب الله، ومن ضمن “الاخلاقيات السياسية” كما تسميها الاوساط نفسها، الى تعزية الشعبين السوري والتركي وكذلك الحكومتين، اذ حط وفد من حزب الله في السفارتين التركية والسورية للتعزية بضحايا الزلزال والتضامن مع الشعبين والحكومتين، كما وضع كل امكاناته في تصرف الدولتين، وحتى الساعة سيّر 3 قوافل مساعدات متنوعة الى سوريا.

وتكشف الاوساط عن لقاءات متكررة تجري بين حزب الله وسفير تركيا في بيروت لإبقاء التواصل بين حزب الله والحركة الاسلامية في تركيا، التي يمثل جزءاً منها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه، رغم التباين في الملف السوري والتدخل التركي في الشأن السوري واحتلال اراض في الشمال السوري.

ويرى حزب الله، ان التواصل مفيد مع تركيا وهي جارة اساسية لإيران، وما يجمع اكثر ما يفرق، ومن المفيد ان يكون هناك تواصل مع اختلافات، افضل من ان لا يكون هناك تواصل مطلقاً، وكله يهدف الى تعزيز العلاقات بين الشعوب، وكذلك التمسك بالقضية الفلسطينية.

علي ضاحي- الديار

مقالات ذات صلة