التيار الوطنيّ”: إنتخاب رئيس بـ65 صوتاً مشروع «حرب أهليّة»”… والكلمة الأولى للمسيحيين!
خلافاً للمراوحة الداخلية إزاء الملف الرئاسي، تنشط الإتصالات الإقليمية المستجدّة بعد الزلزال المُفجع الذي ضرب المنطقة، وأتاح لدبلوماسيّة الأزمات والتضامن الإنساني فكّ الحصار عن النظام السوري، ما دفع البعض إلى وضع هذا التطوّر في سياق التمهيد لتسويةٍ شاملةٍ في المنطقة تشمل بارتداداتها الرئاسة اللبنانية. الأمر الذي أملى على بعض القوى المسيحيّة، التحذير من محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة تكوين السلطة على حساب شراكتهم ومشاركتهم الفاعلة في اختيار الرئيس الجديد للجمهورية.
وإذ تعوّل قوى الثامن من آذار على أن تسمح الإتصالات الإقليميّة بإيصال مرشحها غير المعلن الوزير السابق سليمان فرنجيّة إلى رئاسة الجمهورية، يراهن «التيار الوطنيّ الحرّ»، وفق مصادره، بعد تخلّي حلفائه السابقين عنه، أو عن تبني ترشيح رئيسه النائب جبران باسيل، على إسقاط مرشح «الثنائي» من بوابة الميثاقية المسيحيّة، وصولاً إلى طرح إمكانية الإنضمام إلى «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» في مشروع تعطيل النصاب في المجلس النيابي، واعتبار إمكانية انتخاب رئيسٍ بـ65 صوتاً من دون أن يحظى بتأييد «القوات اللبنانيّة» أو «التيار الوطنيّ الحرّ»، مشروع «حرب أهليّة».
وتجنّباً لما قد ينجم عن طرح كهذا، يرى «التيار» وفق مصادره، أن الكلمة الأولى في رئاسة الجمهورية تنطلق من الساحة المسيحيّة إلى الساحة الوطنية، إنطلاقاً من ثوابتها وصلابتها التي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، والذي كان يحظى بموافقة «القوات اللبنانية» من جهة، والشرعيّة الوطنية عبر حلفاء «التيار» من جهة أخرى. ويجد أنّ موقفه الثابت من هذا الإستحقاق اللبناني الوطني يمرّ حكماً بالمعبر المسيحي الذي ترمز إليه بكركي، تحديداً، بعد امتلاكها تفويضاً من جميع البطاركة المسيحيين، والذي تحوّل بشكلٍ أو بآخر، تفويضاً للقيادات المسيحيّة المدعوّة إلى الإجتماع مع البطريرك الراعي لتحمّل مسؤوليتها في إنتاج رئيسٍ بالدرجة الأولى قبل أن يتحوّل هذا الإستحقاق إلى مسؤولية وطنية.
ورغم تساؤل البطريرك بشارة الراعي خلال قدّاس الأحد عن جدوى البحث عن آليات غير دستورية لإنهاء الشغور في سدّة الرئاسة الأولى، الذي مهما طال لا بدّ أن يتمّ عبر الآلية الديمقراطية في المجلس النيابي، وتحذير بعض القوى السياسيّة من أن تنعكس مخرجات اللقاء المسيحي سلباً على الإستحقاق، إعتبرت أوساط «التيار» أن مجرّد إنعقاد اللقاء بحدّ ذاته يعدّ عاملاً إيجابياً خلافاً للتكهّنات واستباق الأحكام حوله، لترى أن تشجيع «التيار» البطريرك بشارة الراعي على حثّ القوى المسيحيّة على أن يكون لها موقف حاسم من هذا الموضوع، يأتي إنسجاماً مع المثل الشائع: «العروس بتطلع من بيت والدها، وليس من بيت الجيران».
ويرى «التيار الوطنيّ الحرّ» أن الإتصالات والمساعي التي يقوم بها المطران أنطوان أبو نجم، كموفد من البطريرك الراعي والبطاركة المسيحيين، تشكّل باباً حقيقياً من أجل مقاربة الإستحقاق الرئاسي وتقريب وجهات النظر بين النواب المسيحيين أولاً، وحثّهم على انتخاب رئيسٍ للجمهورية. وتشير أوساط «التيار» إلى إبلاغ الراعي وأبو نجم الموافقة على المشاركة في أي لقاء مرتقب في بكركي بعيداً عن الشروط والمطالب المسبقة، كما الصيغة التي سيتمّ إعتمادها، على أن يعرض «التيار» موقفه من الأسماء الرئاسيّة المتداولة، كما غيرها من الأسماء مع المشاركين في اللقاء في حال كتب له الإنعقاد، مع التشديد على أن لا مجال أمام القوى السياسيّة أو المجتمعين، إلّا بإنجاح اللقاء الذي تنشط البطريركية في الكواليس لتهيئة الظروف له.
وعن عودة «التيار» إلى الساحة المسيحيّة والرهان من خلالها على إسقاط خصومه بعد تضارب مصالحه مع «حزب الله»، تجدّد أوساطه التأكيد على أهمية الدور المسيحي في تقرير مصير هذا الإستحقاق، قبل أن تتوجّه إلى النواب الحذِرين من إعادة التواصل مع القيادة العونية، لاكتشاف الإيجابيّة التي يقارب بها «التيار» هذا الإستحقاق من السلبية وذلك خلال تلبية دعوة بكركي بعيداً عن الشروط المسبقة، على أن يتمّ طرح جميع المواقف والهواجس على طاولة اللقاء وأمام المشاركين.
طوني كرم- نداء الوطن