الأيام المقبلة قد تكون الأخطر والأصعب: موسكو متخوِّفة من الوضع في لبنان… وجنبلاط قلق!
تجمع بعض القوى السياسية والحزبية، على أن الأيام المقبلة قد تكون الأخطر والأصعب في تاريخ المنطقة والعالم، في ضوء ما يكشفه أحد المراجع السياسية الذي تربطه صداقات متينة مع مسؤولين روس، حيث اتصل، ووفق المعلومات الموثوق بها، منذ أيام معدودة بنائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وفي ضوء هذا الاتصال أيقن المرجع المذكور، بأن الاتي في الأسابيع المقبلة هو كحرب عالمية جديدة، ولهذه الغاية فإن لبنان قد يكون من أكثر المتأثرين بالتطورات الميدانية التي ستحصل على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وبناء عليه فإن استمرار الشغور الرئاسي في البلد وحكومة تصريف الأعمال وتفكّك مؤسّسات الدولة، قد يفاقم من حجم الكوارث السياسية والاقتصادية، ويطيل أمد الفراغ الرئاسي، في حال استمرت الأمور على ما هي عليه من خلافات وانقسامات، وعدم توافق على مرشح يحظى بإجماع غالبية المكوّنات النيابية والسياسية والحزبية.
ولكن، يستطرد المرجع المذكور، مشيراً إلى أن ما يملكه من معطيات ومعلومات، يشير الى أن المسؤولين الروس متخوّفون وقلقون مما يحيط بلبنان من أزمات وخلافات وظروف اقتصادية هي الأقسى في تاريخ هذ البلد، ونظراً الى هذه الأجواء، يحذّرون من مغبة استمرار الفراغ الرئاسي ، لا سيما أن هواجسهم تتمثل بما تعانيه الدول المجاورة من أزمة اقتصادية خطرة، وانكشاف الحدود اللبنانية، ولذلك، ونظراً الى انشغالهم بهذه الحرب التي يخوضونها ضد أوكرانيا والغرب بشكل عام، ومن خلال صداقاتهم مع بعض المسؤولين اللبنانيين، ينحصر دورهم في التمنيات والرغبة القوية على أهل السياسة اللبنانية بأن يستعجلوا انتخاب الرئيس وتحصين بلدهم.
أما حول دورهم في الاستحقاق الرئاسي أو اذا كانوا يتواصلون مع أفرقاء مؤثرين في هذا الاستحقاق، فتجزم المصادر المواكبة والمتابعة لدور موسكو، أن المسؤولين الروس لا يتدخلون في الشأن اللبناني، وحصراً بالاستحقاق الرئاسي، وإنما لا يخفون بأن صداقة تربطهم برئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، والذي كما يرون، قادر على القيام بدوره على أكمل وجه، نظراً لعلاقاته المتينة مع كل الأطراف اللبنانية والعربية، وإنما هم لا يتبنّون أو يسوّقون ترشيحه، أو ترشيح أي شخصية أخرى.
وعلى خط موازٍ، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أن الاتصالات الداخلية مستمرة بعيداً عن الأضواء، بعدما باتت بعض القوى الأساسية في أجواء لقاء باريس الخماسي، وبمعنى أوضح، تكوّنت لديهم رغبة هذه الدول بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وما بحث بشكل مفصّل في اللقاء المذكور، وعلى هذه الخلفية يتحرّكون بغية تدوير الزوايا مع الحلفاء والأصدقاء. ومن هنا، جاءت زيارة رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية، من أجل ألا يقدم الحزب “التقدمي الإشتراكي” على أي خطوة قد لا ترضي حلفاءه وأصدقاءه وتشكل له حرجاً، ولا يقدم أيضاً على أي مغامرة غير محسوبة النتائج، ولذا فهو سيتشاور مع الجميع ليدرك خلفية الموقف السعودي بعد لقاء باريس، وما إذا كان فرنجية مقبولاً لديهم أو مرفوضاً، وأيضاً بالنسبة لقائد الجيش جوزف عون، أو إذا كان هناك أي اسم آخر، إذ لا يريد رئيس “الاشتراكي” أن يحرق أوراقه في حال رشّح أحدهم، أو يخسر صداقاته في الداخل والخارج.
ويتوقع وفق المواكبين والمتابعين، أن وليد جنبلاط بصدد القيام بأكثر من زيارة لبعض الدول الخليجية والعربية والغربية، ومتابعة لقاءاته مع بعض القوى السياسية في الداخل، وينقل عنه أنه متخوف في أكثر من أي وقت مضى على المسار الاقتصادي والاجتماعي، ومستاء من تعاطي بعض الأفرقاء مع الواقع الحالي بكثير من الخفّة، ولذلك هو يعمل على قاعدة صفر مشاكل مع كل الأطراف، إنما ذلك لا يعني أنه بصدد التموضع مع أطراف أخرى، بل الحوار مع الجميع.
فادي عيد- الديار