البلاء “العوني – الباسيلي” يكمن في “الأنا” المتورمة: “مكملين معك”… بالتأكيد إلى “جهنم”!
المأساة اللبنانية بالبلاء “العوني – الباسيلي”، تكمن في “الأنا” المتورمة، التي ترى أنّ كوكب الأرض لا يتسع لوجودها! بحيث أنّ “الحالة العونية -الباسيلية” النرجسية المرضية، بكلّ سلوكياتها وممارساتها، وثقافة الحقد والكراهية والثأر والاستئثار المتنامي اللامحدود، التي تتحكّم بها، ما هي إلا تقليد مشوّه للنازية، التي هي مثلها الأعلى، بإضافة المزيد من الغباء والحماقة، والاسفاف!
ففلول “الحالة العونية – الباسيلية”، من بقايا “العونية” وأيتام “الباسيلية” المحتضرتين، التي لا تعدو كونها تجمعاً “أقلوياً”، ما هي إلا سلالة نادرة من الجنون المتنامي اللامحدود، يملأ الرؤوس الفارغة، التي يعيش أصحابها على الأوهام والوعود الكاذبة والنفاق السياسي، وتحويل الهزائم والخيبات إلى انتصارات متخيّلة في أحلام اليقظة، وتحميل الاخفاقات والانكسارات المتوالية للآخر، سواء كان هذا الآخر حليفاً أو خصماً (ما خلونا).
من هنا، يمكن إدراك منطق “اللامنطق” الذي لا يخضع لأيّ معيار سياسي لهذا “التجمع” المهووس مؤسسه ووريثه بالسلطة والتفرّد والآحادية، والذي يجيد ويبرع المستأثرون به من المهيمنين على قراره، في استنباط شعارات فئوية عنصرية، متسلحين بحقوق المسيحيين، الذين جعلوهم “متبعين” بموجب اتفاق “مار مخايل”، وذميين عندما رضوا بالدويلة لحمايتهم، بديلاً عن الدولة، التي انتهكوها وقوّضوا مرتكزاتها الدستورية، عندما جيئ بهم لادارتها، نيابة عن مشغليهم.
بناءً على ما أسلف، يمكن اختصار حالة التخبّط التي يعيشها وريث التيار “العوني” الوزير السابق جبران باسيل، الذي يدور حول نفسه، في خوضه معارك مع الجميع، ومع نفسه، وكأنه يعيش “سكرات الموت”، بحيث أنّ هوسه وهلوساته، تحوّلت من حرب الإلغاء التي خاضها عمه “المؤسس” إلى حروب للبقاء، تحت شعار “وحدنا”.
من علامات تلك الهلوسات، الفصام “schizophrenia” الذي يتسم بأداء باسيل وسلوكه السياسي (غير السياسي)، من خلال تاريخه الحافل بالاستدارات والدوران، التي لا تخلو من الغدر والطعن في الظهر! بحيث ما إن يتصالح ويتصادق ويتحالف مع القيادات والمرجعيات السياسية، لاسترضائها (لمصالحه الأنانية)، حتى ينقلب عليها، معادياً ومخاصماً ومتصارعاً، من دون أن يوفر أحداً (نبيه بري، سعد الحريري، وليد جنبلاط، سمير جعجع وسامي الجميّل)، من دون الاسقاط من الاعتبار إنقلابه على قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي عيّنه عمه الرئيس السابق، قائداً للجيش، عندما بدأت ترتفع أسهمه الرئاسية.
وقد بلغ به الأمر مؤخراً، أن فتح معركة مع “حزب الله”، مستخدماً الأسلحة الثقيلة، التي طالت أمينه العام، بعدما كان حاضنه ورافعته، مُفرّطاً بما جمعهما من عهد وتعاهد، بموجب تفاهم “مار مخايل”، حينما أدرك أنّ سليمان فرنجية هو مرشح الحزب للرئاسة الأولى، وأنّه خارج معادلة المعركة التي خاضها من أجل إيصال ميشال عون إلى بعبدا.
جبران باسيل… المعزول سياسياً، يعيش إضطرابات وعوارض “الذاتوية”، أي التوحّد، المعروف طبياً بالـ (ASD)، بعدما إنفضّ من حوله الجميع، بما في ذلك شركاؤه في الصفقات والفساد، إضافة إلى أركان وقيادات بارزين من فلول “التيار الوطني الحر”.
فهو يطبّق بكفاءة عالية الشعار الذي أطلقه مع خروج عون من القصر الجمهوري: “مكملين معك”… بالتأكيد إلى “جهنم”.
زياد سامي عيتاني- لبنان الكبير