حظوظ رئاسيّة مُتساوية لفرنجية وقائد الجيش: من يحدّد الرئيس المقبل؟
تؤكد قوى مسيحية ان التصعيد السياسي الذي ينتهجه النائب جبران باسيل، والموجه بشكل مباشر في اتجاه زغرتا واليرزة، مبني على حسابات ومعطيات معينة توافرت لدى القوى المؤثرة في الاستحقاق، بان الاستحقاق بات محصورا بالمرشحين: قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية،وان حظوظ الاثنين تقريبا متساوية، لكنها فقط مرتبطة بالظروف التي قد تنشأ في أي لحظة وترجح كفة وصول أحد الإثنين الى قصر بعبدا. هذا الطرح بات في الفترة الأخيرة يشكل الهاجس الأكبر والأخطر لفريق ميرنا الشالوحي، مما دفع رئيس التيار، ليس فقط لقطع العلاقة مع قائد الجيش والتصويب على فرنجية،بل تخطى ذلك بالهجوم على حليفه الشيعي.
الترشيحان يشكلان قلقا كبيرا لميرنا الشالوحي، خصوصا دعم حزب الله لرئيس “تيار المردة”، الذي يرفض باسيل رفضا قاطعا السير في ترشيحه، فيما يعمل الثنائي الشيعي لتعبيد الطريق أمامه وإزالة الحواجز، ويسعى الثنائي لاجتذاب أصوات نيابية اضافية له.
عوامل كثيرة تصب لمصلحة ترشيح فرنجية، بدءا من دعم الثنائي الى حد اجراء مسح للأصوات و”بوانتاج” رئاسي يكاد يصبح مكتملا تقريبا، مما دفع رئيس “تيار المردة” الى التحرك واطلاق موقف رئاسي في عشاء خميس الذكارى، معتبرا ان الرئيس المنتخب بـ٦٥ صوتا وحضور ٨٦ نائبا رئيس شرعي ميثاقي، الأمر الذي اعتبر نقطة إنطلاق في مساره الرئاسي.
ومن هذا المنطلق، تعززت الهواجس الرئاسية لدى باسيل الذي ذهب الى تسعير خطابه السياسي، فاتهم قائد الجيش بالفساد والتصرف بأموال المؤسسة العسكرية لإحراق صورته الرئاسية ولم يوفر صورة فرنجية الذي يعتبره باسيل جزءا من المنظومة، ومن المرجح ان يستمر باسيل في حربه السياسية ضد الترشيحين، مراهنا على حصول تبدلات في المشهد الإقليمي والداخلي قد لا يأتي لمصلحة الطرفين. فلكل ترشيح نقاط قوة ونقاط ضعف.
ففرنجية لديه اوراق قوة في الداخل،حيث يعتمد على دعم الثنائي الذي يسعى لتأمين الأصوات له، فيما ضعفه يكمن برفض “القوات” و”التيار الوطني الحر” السير بترشيحه، مقابل عدم تأكد الدعم الدولي له ، في ظل الحديث عن ان المملكة لم توافق بعد على هذا الترشيح، إلا ان رهان فرنجية يبقى على حصول تحول في الموقف العربي والخليجي لمصلحته وما يحكى عن تغيير في العلاقات السعودية – السورية وانفتاح الخليج على دمشق.
ومن جهة قائد الجيش، فنقاط قوته تكمن في النظرة الدولية المؤيدة له، فيما مكمن ضعفه في عدم تأييد الثنائي له ورفض الرئيس نبيه بري التعديل الدستوري.
وعليه، يمكن الجزم ان حظوظ الطرفين الرئاسية متساوية بالإيجابيات والسلبيات، ويبقى ان الظروف الدولية والتطورات هي التي سترسم المسار الرئاسي وهوية الرئيس المقبل.
ابتسام شديد