طبق الفتوش بالملايين وربما يتضاعف… على موائد الصائمين!
الصوم الكبير بدأ عند المسيحيين يوم الاثنين، وتستمر فترة الصيام حوالي ستة أسابيع قبل عيد القيامة، أي خمسين يوماً (40 يوماً هي أيام الصوم التي تسبق أسبوع الآلام فضلاً عن أسبوع الآلام بما فيه سبت النور بالإضافة إلى أربعة أيام تعويضية عن أيام الآحاد التي يتم الافطار فيها وهذا هو المتعارف عليه في غالبية الكنائس)، وتختلف تقاليد الصوم المسيحي بحسب الطوائف والطقوس. ومن المتعارف عليه أنّ الصيام هو الامتناع عن الطعام لساعات معينة، وفي الديانة المسيحية هو الامتناع عن أكل كل ما تحبه، والانقطاع عن تناول اللحوم ومنتجات الحليب والأجبان.
كذلك، يقترب موعد شهر رمضان بعد حوالي شهر، وهو شهر الصيام لدى المسلمين لمدة 30 يوماً، وتستمر فترة الصوم عن الطعام والشراب من صلاة الفجر حتى صلاة المغرب. وعلى الرغم من الاختلاف في مدة الصوم وطقوسه بين الديانتين، يبقى الغرض الأساس منه في كلتيهما العبادة من خلال الصلاة والتوبة عن الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة.
وتزامناً مع صيام المسيحين واقتراب موعد شهر رمضان، لا بد من إلقاء نظرة على أسعار الخضروات للمعرفة كم يبلغ سعر طبق الفتوش الواحد الذي كان لا يتعدى الـ10 آلاف ليرة، على اعتبار أن الفتوش طبق يومي رئيس على المائدة في شهر برمضان وكون المسيحين يتجهون إلى الطعام النباتي أكثر بعد انقطاعهم عن اللحوم وغيرها.
أحد العاملين في مجال بيع الخضار عرض لـ”لبنان الكبير” بعض أسعارها: كيلو البندورة 45 ألف ليرة، الخيار 40 ألفاً، الحامض 15 ألفاً، البصل 55 ألفاً، كيلو الثوم 100 ألف أمّا الكيس الذي يحتوي على 5 رؤوس فسعره 20 ألفاً، ضمّة الفجل والبقلة 8 آلاف، ضمّة الزعتر 15 ألفاً، ضمّة الروكا 7 آلاف، ضمّة النعنع 10 آلاف، الخس 25 ألفاً. وأشار االى أنّ “هذه أسعار أفضل أنواع الخضار في السوق، ولكن بالطبع يختلف سعرها بين يوم وآخر”.
وبناء على ذلك، العائلة المؤلفة من 4 أو 5 أشخاص تستهلك كيلو من كل نوع من الخضار لتحضير طبق فتوش، على اعتبار أنّ هذه الكمية قد تكفي يومين أو ثلاثة، فتكون تكلفة طبق الفتوش وفقاً لهذه الأسعار 328 ألف ليرة، بينما كان يكلف في شهر واحد 100 ألف.
وإذا احتسبنا أنّ كل عائلة تحتاج إلى كيلو أو ضمّة من كل نوع خضار يعني أنّها ستصرف 328 ألف ليرة كل 3 أيام، وبالتالي تصبح تكلفة طبق الفتوش خلال شهر واحد 3 ملايين و280 ألف ليرة، حسب الأسعار الحالية، ولكن من المتوقع أن ترتفع أسعار الخضار ككل سنة قبل بدء شهر رمضان بأيام وربما تتضاعف، ما يزيد التكلفة أكثر فأكثر، فهل يستغني الصائمون عن هذا الطبق الذي يزين مائدتهم ويسهم في تعويضهم عما فقدوه أثناء نهار طويل من الصيام؟
تالا الحريري- لبنان الكبير