سيادة اللواء وديمومة التكليف الشرعي… فلمَ الهلع؟
يصرف حائكو سجادة التمديد للواء عباس ابراهيم الكثير من الوقت والجهد لإيجاد “تخريجة” قانونية ما، أو فتوى، تحقق لهم المُراد. 12 سنة في المنصب نفسه لا تكفي، كأن المنصب فصّل له تفصيلاً. جاء ابراهيم إلى الأمن العام من بوابة المخابرات كما اللواء جميل السيّد. الإثنان كانا مساعدين لمدير المخابرات. في حقبة العميد ميشال رحباني كان السيّد هو الأقوى بين الـ 2008 والـ 2011 فيما كان العقيد ابراهيم الرجل القوي الموثوق به إلى جانب العميد إدمون فاضل.
أن تشارف ولاية اللواء ابراهيم الثانية على نهايتها، لا يعني أن العالم انتهى. أيام حكومتَي الرئيس سليم الحص والجنرال المفدّى ميشال عون، بين العامين 1988 و1989، شغل منصب المدير العام للأمن العام اللواء نديم لطيف، بعد ترقيته، وكان العقيد حسن السبع قرينه في “الغربية”. ومرر اللواء والعقيد المرحلة بسلام ووئام.
وتولى العميد أسعد الطقش مهام اللواء جميل السيد السامي الإحترام بالإنابة، بين 5 أيار و7 تشرين الأول 2005. ولعل الصورة التي يتذكرها جمهور 14 آذار بتشفّ، تلك التي مثل فيها السيد أمام السبع.
ولفترة قصيرة تولت العميد سهام الحركة بالإنابة مسؤولية المدير العام للأمن العام وفيق جزيني، لإصابته بمرض عضال، وعلاجه خارج لبنان، بعد الحركة شغل المنصب العميد ريمون خطار.
أمر روتيني تولي الضابط الأعلى رتبة مسؤولية المدير العام للأمن العام في حالات الشغور أو المرض أو الوفاة لا سمح الله. فلمَ الهلع؟
العميد الياس البيسري، فيه الخير والبركة ويمكنه تحمل المسؤوليات المناطة بالمدير العام الحالي على أفضل وجه.
صحيح أن اللواء ابراهيم لعب عدة أدوار تتخطى حدود المتحف الوطني بأميال فتنقل بين سورية ولبنان، مرة وسيطاً ومرة رسول خير. ونسج علاقات مع أميركا وألمانيا وقطر ولعب عدة أدوار سياسية بعضها نجح وبعضها لم يثمر…حتى أن ابراهيم تعاطى بالملف النفطي، فسافر إلى العراق مرات كوزير فوق العادة وتنقل في حقول الألغام اللبنانية، محاولاً إنضاج طبخات حكومية وتسويات… والأهم أنه الرجل الموثوق من “حزب الله” بالدرجة الأولى، وباقي المرجعيات زيادة خير.
يُقال أن جهد الخليلين وسائر الخلّان لإبقاء اللواء ابراهيم في منصبه، ما هو إلّا تمديد لأدواره السياسية وإبقاء الملفات التي يعمل عليها في عهدته. والتي تتخطى مسؤولياته في الأمن العام بأشواط. والسؤال المطروح ما الذي يحول دون استمرار ابراهيم بالتحرك بالحيّز المرسوم له بعناية، في الملعب الإقليمي والمحلي، وعلى مسرح منصوب على أرض الإشتباك السياسي الدائم إن غادر موقعه الحالي؟ في كلا الحالين، سواء بقي سيادة اللواء أو رحل عن المديرية، سيبقى موجوداً في مطبخ القرار بتكليف شرعي مزدوج.
عماد موسى