السفيرة الأميركية الجديدة: خلفيتها وأولوياتها!

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع عن ترشيح ليزا جونسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان. وإذا ما وافق مجلس الشيوخ على هذا الترشيح، ستخلف جونسون دوروثي شيا في المنصب، بينما تكافح بيروت في ظل أزمةٍ اقتصادية غير مسبوقة وفراغٍ رئاسي طال أمده. فمن هي جونسون، وما الدافع وراء تعيينها في لبنان؟ وهل للبنان مكان على قائمة أولويات إدارة بايدن؟

سيرتها الذاتية
حسب تقريرٍ نشره موقع “مونيتور” الأميركي عن جونسون، ولدت هذه الدبلوماسية الأميركية عام 1967، ودخلت السلك الدبلوماسي عام 1992، وهي تشغل حالياً منصب نائب مساعد وزير الخارجية لأوروبا وآسيا في مكتب وزارة الخارجية للمخدرات الدولية وشؤون إنفاذ القانون. ووفقاً لبيان نشره البيت الأبيض، شغلت جونسون سابقاً منصب مديرة مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، وكان لها دورٌ بارز ومناصب في باكستان وناميبيا وأماكن أخرى.

وبالرجوع إلى سيرتها الذاتية الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية، يتبيّن أن جونسون خدمت في لبنان بين عاميّ 2002 و2004 حين كان فانسنت باتل سفيراً للولايات المتحدة في بيروت. كما شغلت سابقاً منصب مديرة المكتب الدولي لمكافحة المخدرات في أفريقيا والشرق الأوسط، إضافةً إلى عملها كمسؤولة عن الملف السياسي والعسكري الإسرائيلي في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية.

خلفية المخدرات
في إطار تفنيده أسباب ترشيح جونسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في لبنان، يقول موقع “مونيتور” الأميركي، أنه يجب عدم إغفال خلفية جونسون في مجال المخدرات عند البحث في سبب ترشيحها. إذ يحتل لبنان مكانةً بارزة في تجارة المخدرات الإقليمية، سيما فيما يتعلق بالكبتاغون أحد مشتقات مادتيّ الأمفيتامين والتيوفيلين. خصوصاً أن سوريا المجاورة أصبحت مركزاً رئيسياً للمخدرات، وتمر شحناتها عبر لبنان إلى دولٍ أخرى منها المملكة العربية السعودية. ما دفع المملكة في عام 2021، لحظر المنتجات اللبنانية بسبب مخاوف تهريب المخدرات.

إنطلاقاً من ذلك، يقول فراس مقصد، الأستاذ المحاضر في جامعة “جورج واشنطن”، وكبير الباحثين في معهد “الشرق الأوسط” بواشنطن، لموقع “مونيتور”، إنّ خلفية جونسون المتعلقة بمكافحة المخدرات وثيقة الصلة بترشيحها. مضيفاً “كان لبنان يحاول في العام الماضي أو نحو ذلك تغيير تلك الصورة النمطية التي صُبغ بها”. في إشارةٍ إلى جهود لبنان المتزايدة لمكافحة تجارة المخدرات بعد الحظر السعودي.

وبناءً على ما تقدم، يصف مقصد جونسون بأنها “خيار مثير للاهتمام”، معتبراً أنها تتفهم الوضع اللبناني نظراً لخبرتها في العمل كدبلوماسية في بيروت.

تحتاج جونسون إلى موافقة مجلس الشيوخ قبل أن تباشر عملها كسفيرة للولايات المتحدة في بيروت، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر. فالعديد من مرشحي بايدن لمناصب السفراء لم يحظوا بالموافقة حتى الآن، ونذكر منهم: مايكل راتني الذي رشحته إدارة بايدن ليكون سفيراً للمملكة العربية السعودية في نيسان 2022، ومارتينا آنا تكادليك سترونغ التي رُشحت لتكون سفيرة الإمارات العربية المتحدة في أيلول من العام الماضي، ويائيل لمبرت التي تم ترشيحها لتكون سفيرة للأردن الشهر الماضي.

النظرة الأميركية للبنان
وبخصوص التطورات اللبنانية وأولويات واشنطن، يشير الموقع الأميركي أن للولايات المتحدة مصالح عديدة في لبنان ترتكز على الحفاظ على الاستقرار، ومواجهة حزب الله، ودعم القوات المسلحة اللبنانية. ففي العام الماضي، توسطت الولايات المتحدة في اتفاقية حدودية بحرية تاريخية بين إسرائيل ولبنان. وباتت تفرض باستمرار عقوباتٍ على حزب الله معززةً في الآن عينه دعمها للجيش اللبناني منذ الأزمة الاقتصادية التي استفحلت عام 2019.

لكن فراس مقصد يعتقد أن لبنان ليس بأولوية رئيسية للولايات المتحدة. مستطرداً بالشرح “لا أعتقدُ أن لبنان يظهر على شاشة الرادار كثيراً في واشنطن. الشرق الأوسط بشكلٍ عام يُنظر إليه على أنه أقل أهمية لمصالح الولايات المتحدة مما كان عليه قبل بضع سنوات بسبب القوى العظمى الصاعدة، والحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والصين”.

ويشدد مقصد بأن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في لبنان هو الاستقرار. مردفاً “التأكد من عدم وجود دولة فاشلة أخرى في الشرق الأوسط هو مصدر قلق للولايات المتحدة، وكذلك احتواء أي تهديدات تتعلق بإيران”. وكان لافتاً في التقرير تنويه مقصد بأن إيران ليست مصدر قلق الآن بقدر ما كانت عليه خلال إدارة ترامب.

وعن اشتراط الولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب صندوق النقد الدولي شروع لبنان بإصلاحاتٍ ضرورية قبل تقديم المساعدات الإقتصادية، علّق مقصد “لا أعتقدُ أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل أي شيء في لبنان وتقديم المساعدة في غياب الإصلاح الهيكلي. الحكومة اللبنانية، بصراحة، لا تتمتع بقدر كبيرٍ من الثقة بواشنطن”.

المدن

مقالات ذات صلة