باسيل… فرمل مساعي الحزب لترميم مار مخايل!

لفت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الخميس إلى أن “لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”، مشيراً إلى أن “التفاهم مع التيار الوطني الحر في موقع حرج ونأمل في الحفاظ عليه من أجل المصلحة الوطنية”.

هي المرة الاولى التي يصف نصرالله العلاقة بين الجانبين بهذه العبارة “في موقع حرج”، فهو منذ ان صعّد التيار الوطني الحر في وجه حزب الله، عقب مشاركة الاخير في جلسة مجلس الوزراء بعد الشغور الرئاسي، يحرص على استيعاب الأمر ويتحدّث عن اتصالات لمعالجة نقاط الخلاف، تحصل بعيدا من الاعلام، من دون ان يقرّ بتوتّر او بتصدّعات أصابت الجسور بين الطرفين.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” فان الملف الرئاسي يلعب دورا في إخفاق مساعي ترميم العلاقة حيث ان رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل لا يزال يرفض دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، بينما الضاحية ترفض التخلي عنه وتتمسك به مرشّحا.

إلا ان النقطة الأبرز التي دفعت بنصرالله الى الحديث بواقعية وبـ”جفاء” عن العلاقة مع حليفه البرتقالي بعيدا من لغة المسايرة والاستيعاب التي اعتمدها في الآونة الاخيرة، تتمثل في موقف التيار من الجلسة التشريعية.

فحارة حريك كانت تنتظر من باسيل ان يسايرها في المشاركة في الجلسة وتأمين الميثاقية لها، خاصة وانها وعدته بترشيق جدول اعمالها بحيث يتلاقى و”تشريع الضرورة” الذي يطالب به. غير ان رئيس التيار لم يفعل ذلك وأصرّ على المقاطعة. وفي بيان اجتماع تكتل لبنان القوي الاخير، جاء ما يلي: رصد التكتل حملة مقصودة لتشويه موقفه من موضوع عقد جلسة تشريعية في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، وعليه يؤكد التكتل بوضوح أنه لن يشارك في الجلسة التي قد تتم الدعوة إليها، إذ ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الدستوري الوحيد لعمل طبيعي من الحكومة ولتشريع عادي من مجلس النواب. ويدعو التكتل المزايدين في رفض الجلسة التشريعية الى التعبير لنفس الأهداف عن رفضهم انعقاد مجلس الوزراء وصدور قرارات عنه بشكل عادي وغير شرعي في غياب حضور وتواقيع عدد وازن من الوزراء في ظل غياب رئيس للجمهورية ووجود حكومة ناقصة الشرعية وفاقدة للصلاحيات. ويعتبر التكتل أن إنعقاد مجلس النواب في حال وجود سبب قاهر أو استثنائي وضروري وطارئ أو مصلحة وطنية عليا تستدعي التشريع أمر يصبح بديهياً وهذا لا ينطبق على طلب عقد الجلسة او على اختصار جدول أعمالها أو تكبيره”.

انطلاقا من هذا التباين، تقول المصادر ان العلاقة بين الأصفر والبرتقالي دخلت بعد كلام نصرالله المقتضب عنها الخميس، منعطفا جديدا، وهي على الارجح ستبقى على برودتها ولن تشهد بعد اليوم جهودا فعليّة من الضاحية لإصلاحها، وستتحول مِن تحالف الى علاقة “على القطعة”، الا اذا قرر الحزبُ تبديلَ موقفه “الرئاسي” بما يناسب شروط باسيل، تختم المصادر.

المركزية

مقالات ذات صلة