معطيات لا توحي بالاطمئنان: هذه استراتيجيّة حارة حريك الجديدة!

انتهى اسبوع الانهيار النقدي وتداعياتِه المخيفة على الاستقرارين الاجتماعي والامني، بمعطيات لا توحي بالاطمئنان، خصوصا مع دعوة وزارة الخارجية الكويتية رعاياها المتواجدين في لبنان الى أخذ الحيطة والحذر، مع ما تحمله تلك الخطوة من دلالات فيما اذا عدنا الى التجارب الماضية، في ظل تصعيد سياسي بلغ اوجه بين التيار والحزب، الذي بات قوسين او ادنى من اعلان مرشحه، بعدما رد نائب البترون علنا على رسالة الضاحية.

غبارُ المعارك السياسية الذي يحول دون الانتخابات ويفاقم الازماتِ السياسية والمعيشية والاقتصادية، يملأ الساحة المحلية ولم يهدأ في “الويك اند”، الذي بات مناسبة لتامين المادة الجدلية لاسبوع كامل، فيما ينتظر ان تستكمل وعظة البطريرك الراعي المشهد.

ووفقا لمصادر مواكبة فان سقف امين عام حزب الله العالي خلال اطلالته الاخيرة، معتبرة ان الضاحية اوصلت الرسالة واضحة الى من يعنيهم الامر، باب التفاوض مفتوح “فشرفوا”، خصوصا ان “تحذيرات” الخماسي الباريسي وصلت الى المعنيين في الحزب.

وتتابع المصادر بان حارة حريك غير مرتاحة للاحداث التي شهدها الشارع خلال الايام الماضية خصوصا في عاصمة الشمال، بعدما ادركت ان الضمانات التي قدمها الفرنسيون حول الاستقرار الامني ما عادت ذات فعالية وان الخطوط الحمر التي رسمت سقطت بفعل العودة الاميركية المباشرة الى الساحة اللبنانية من جهة، ومزايدة باريس في الملف الايراني، الذي تحت اطاره يمكن ادراج الوثائقي الذي بثته قناة “فرانس5”.

وتابعت المصادر بان كلام السيد الذي ترجم تصعيدا انما في حقيقته اخفى رسالة واضحة بالدعوة الى الحوار، والى قرب الحلول، وهو ما عبر عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد معتبرا ان ثمة تقدم ما على صعيد الملف الرئاسي ، وهو ما قد يترجم غضب التيار الوطني الحر والهجوم المبطن الذي شنه رئيسه خلال اللقاء الشبابي قي البياضة.

فصهر الرابية وبحضور “الجنرال” صاحب التوقيع على وثيقة التفاهم في مار مخايل، ومن امام “مستقبل” التيار “لطش” الحزب من باب الحرب على الغرب التي هدد السيد نصرالله الغرب بها، معتبرا ان “الكنيسة القريبة بتشفي والحاكم اقرب”، مستبقا اي مفاوضات قد يبادر الحزب اليها بالتذكير بان احدا لا يمكنه فرض رئيس علينا “الف والف لا”، خصوصا بعد ان اعلن السيد ان التفاهم مع التيار في وضع حرج، في اول وصف له من هذا العيار، بعدما كان يصر دائما على انها غيمة صيف وعابرة.

وتختم المصادر بان موفدا من الضاحية، من خارج القناة العادية، اوصل الى البياضة رسالة واضحة منذ ايام، بعدما حسم خيار عدم تغطية تكتل لبنان القوي لاي جلسة تشريعية، بان وقت الحسم واتخاذ القرار قد حان، وان حزب الله يتمنى ان يكمل الطرفان المشوار سوية، والا فان الاخير مضطر الى خوض المعركة وفقا لاستراتيجيته واعلان مرشحه.

واضح ان امين عام حزب الله سائر وفق الخطة التي رسمها،والمسار الذي خطط له، ليس لنا مرشح وفقا لمفهوم الـ 2017، ولكن لنا مواصفات وشروط، تحت سقفها يمكن التفاوض والاتفاق. فهل هو الفشل المسيحي في التوصل الى فرض مرشح السبب في سقوط معادلة “ميشال عون” الرئاسية؟ ام هو التضعضع الذي اصاب المنظومة الحاكمة منذ ثورة 2019، وادى الى خروج الشيخ سعد من المعادلة؟ العالمون ببواطن الامور يقولون هي معادلة الرياض- طهران التي اشار اليها امين عام الحزب جهارا، والتي تبقى اهم مما قد ينتج عن فيينا.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة