وسط الانهيار الشامل الجيش وحده صامد.. أسهم القائد ترتفع؟
لا يزال قائد الجيش العماد جوزيف عون يطمئن الى صمود المؤسسة العسكرية في وجه الأزمات التي تعصف بالبلاد وأكبرها الازمة الاقتصادية… فخلال زيارته فوج الهندسة في الوروار الاربعاء، لفت إلى أن “الإنسان يفقد إنسانيّته بغياب الإيمان والأمل، أمّا بوجودهما، فتهون جميع الصعوبات، لذا ستبقى المؤسسة العسكرية محط آمال اللبنانيين وتعزز إيمانهم بالوطن. وأضاف “مثّلت السنوات الثلاثة الماضية تجربةً بيّنت القدرة الحقيقة للجيش الذي بلغت إنتاجيتُه خلالها أكثر من أي وقت مضى، لأن كفاءة الجيوش تَظهر في ظروف مماثلة. صحيح أنّ جيشنا يفتقر إلى الكثير من المقومات المادية، لكنه غني بالعزيمة والإرادة اللذين تكمن فيهما القوّة الفعلية بما يتخطى قوة السلاح والعتاد، فالحروب تُخاض بالسلاح لكنّ الانتصار فيها يكون بالرجال. أقول لكم أن المرحلة السابقة فخر لكم ولنا وللبنان.
لولا عزيمة الجيش التي هي من عزيمتكم لكان وطننا في وضع أصعب بكثير تحت وطأة الأحداث والأزمات المتلاحقة من التحرّكات الشعبيّة الواسعة في العام 2019 إلى انتشار جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، وصولًا إلى التدهور الاقتصاديّ الراهن. كل ذلك بالتوازي مع التصدي للعدو الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية حيث يقف عناصرنا ثابتين أمام هذا العدو على الرغم من إمكاناته، ويحبطون مخططاته وأطماعه. لو مرّ جيش آخر بهذه التجربة لما صمد كما صمدتم، فاللبنانيون جميعًا يقدّرون تضحياتكم، ويعلّقون عليكم آمالًا كبيرة. القيادة تفتخر بكم. لبنان يفتخر بكم”. وختم معربًا عن ثقته في أن الجيش سيبقى الضامن لأمن لبنان، وسيصمد متمسكًا بإرادة لا تلين مهما عظمت التحديات.
يكتسب هذا الموقف اهمية مضاعفة نظرا الى توقيته، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. اذ هو يأتي على وقع حركة شعبية قوية عادت الى الشارع في الساعات الماضية بفعل اشتداد الانهيار وتحليق سعر صرف الدولار الذي شلّ اللبنانيين، كل ذلك وسط غياب اي معالجات رسمية فعلية وفي ظل فراغ في الرئاسة وشلل في مجلسي النواب والوزراء.
كما انه يأتي في وقت يراهن الخارج بقوة على الجيش لضبط الامن والاستقرار الذي يشكّل اولوية للغرب. فمنذ أيام قليلة، أعلنت السفيرة الاميركية دوروثي شيا عن إطلاق “برنامج دعم عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والذي سيوفّر ٧٢ مليون دولار على شكل دعم مالي مؤقّت لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي. وستوفّر هذه المساعدة المالية بقيمة ١٠٠ دولار شهريا لكل العناصر المستحقين وذلك بموجب قانون الولايات المتحدة لمدة ستة أشهر. وفي كلمتها، شدّدت شيا على أنّ “في ضوء إلحاح الوضع الإقتصادي المتردّي في لبنان، طلبنا وحصلنا على موافقة الكونغرس الأميركي لإعادة تخصيص جزء كبير من مساعداتنا الأمنية لدعم الرجال والنساء الذين يعملون بجدّ في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والذين يلتحقون بمراكزهم بإخلاص من أجل حماية وطنهم، بمساعدة مالية تساهم في تأمين مقومات صمودهم وعائلاتهم”.
الى ذلك، بات من الصعب في الآونة الاخيرة، فصلُ موقف العماد عون هذا، وأية مواقف يطلقها، عن الملف الرئاسي، تتابع المصادر. فاسمُه مطروح بقوة في البورصة الانتخابية، حتى أنه يتصدّرها. وعليه، فإن طمأنته اللبنانيين من جهة وتأكيدَه ان الجيش باق وانه قوي، من جهة ثانية، يعززان حظوظه ويرفعان من رصيده الرئاسي، اذ يؤكدان ان صورته وصورة مؤسسته لم تتأثرا بالأزمة بل على العكس، فيما كل شيء من حولهما، يحترق وينهار، تختم المصادر.
لورا يمين – المركزية