دولة غريبة عجيبة تسير “بما يقدّر الله” نحو “المهوار”
كتب كبريال مراد في موقع mtv:يستمر الجنون في لبنان. وكل شيء في الجمهورية هرّ أو يسير نحو الانهيار. فبتنا في دولة غريبة عجيبة تسير “بما يقدّر الله” نحو “المهوار” بسرعة ارتفاع سعر الصرف، بينما مؤسساتها مشلولة، وعملتها بلا قيمة، وإداراتها لا تعمل، ومصارفها مقفلة. حكومتها تعرج، ومجلسها النيابي عاجز عن الالتئام لانهاء الشغور، وأجهزتها الامنية تحتفل بتوقيف صغار الصرافين، بينما كبارهم يضحكون في سرّهم وهم يتلاعبون بالعملة.
والأنكى، أن هذا الزلزال الاقتصادي والمالي والاجتماعي يحصل، وكأنه نسمة صيف عابرة، لا تحرّك الناس، ولا ضمائر من يفترض أن يكونوا أصحاب الحلّ والربط.
بتنا في خانة الانتظار القاتل. انتظار تحرّك سفير غربي، أو لقاء عربي، بينما المعطيات تشير الى أننا لسنا في سلّم أولويات لا الأقربين ولا الأبعدين.
ما الحل إذاً؟ يقول وزير سابق على تماس مع أكثر من جهة، “وحدها المبادرة المحلية قادرة على أن تعيد الحرارة الى شرايين التلاقي اللبناني-اللبناني، فتكسر الجمود القاتل، وتخض الساحة ايجاباً بما يسمح بتحريك الأمور نحو بداية الحل”.
هل يحصل ذلك؟ حتى اللحظة لا يبدو أن شيئاً من هذا القبيل وارد في المدى المنظور. حتى أن جرس إنذار بكركي الأسبوعي لم ينجح في دعوة المسيحيين الى اللقاء، فأجهضت مبادرة الجمع قبل أن تكتمل، لأن الحسابات الضيقة طغت على المصلحة الكبرى.
يستحضر الوزير السابق تجربة العام 2014. يوم كانت البلاد في شغور مشابه، على الرغم من أن الأوضاع المالية والاقتصادية لم تكن بهذا السوء. يومها، نجح التقارب على خط الرابية-معراب، في كسر الجمود، ودفع الجميع الى الخروج من متاريسهم الى خطوات الحلّ. ويرى الوزير المعني أن الوقت لم يفت على مبادرة مسيحية قبل ضياع الكيان. فكما أن المسيحيين كانوا أساس دولة لبنان الكبير، فعليهم مسؤولية الحفاظ على ما تبقى منه، بالخروج من قوقعتهم أولاً، وبمدّ جسور التواصل بين بعضهم البعض ثانياً، والانطلاق الى الساحة اللبنانية الأوسع ثالثاً.
لا يعني كلام الوزير السابق فريقاً مسيحياً من دون الآخر. بل يرمي الكرة في ملعبهم جميعاً، آملاً في أن يتلقفوا الكرة لتسجيل الأهداف في مرمى الانقاذ، بدل التلهي في التمريك والتزريك والتهليل للأهداف في مرماهم… والبلاد تضيع.