ظروف لقاء بكركي غير متوافرة…هل التعطيل في الملعب المسيحي؟

كل المؤشرات تؤكد انسداد الأفق السياسي وعدم نضوج الظروف الداخلية والخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية على الرغم من المساعي وحركة الاتصالات الناشطة على أكثر من محور ولدى أكثر من فريق لإيجاد مخرج ومنها ما حكي عن لقاء نيابي في بكركي لتوحيد وجهات النظر المسيحية وتقريب المسافات بين القوى المتصارعة حول الاستحقاق.

لقاء بكركي على الرغم من أهميته ومفاعيله في ترييح الجو المسيحي المتباعد جدا في الملف الرئاسي خصوصا بين التيار الوطني الحر والمردة وحزب القوات اللبنانية إلا ان ظروف انعقاده لم تتوافر بعد كما تقول مصادر سياسية مما أدى لإرجاء البحث به لاعتبارات مختلفة. وفق المصادر فإن السبب الأساسي في تأجيل فكرة اللقاء هي الخوف المسبق من فشله فعملية البوانتاج ورصد التفاعلات معه لم تظهر استعداد القوى المسيحية لتقديم التنازلات بعد فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية لن يتراجع أمام النائب جبران باسيل وبالمثل فإن الأخير لا يمكن ان يقبل الاتفاق على ترشيح فرنجية مثلا والسؤال إذا لم يوفق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تقريب المسافة بين حليفيه المسيحيين فكيف يوفق سيد بكركي في مسعاه.

المغبة الكبرى كما تقول مصادر مسيحية ان يتم إلقاء تبعة تعطيل الانتخابات الرئاسية في نهاية المطاف على الصرح الماروني او وضع التجاذب حول الانتخابات الرئاسية في خانة التجاذب المسيحي المسيحي فقط في حين ان الخلاف الرئاسي متشعب وبأبعاد سياسية مختلفة.

هدف بكركي من انعقاد لقاء كما تقول المصادر المسيحية الضغط لتسريع عجلة الاتفاق والتلاقي حول مرشح رئاسي انطلاقا من دور بكركي كمرجعية دينية للموارنة ولها تأثيرها “الروحي” على القيادات المارونية ولم ينفك البطريرك الراعي يدعو لانتخاب رئيس للجمهورية في عظاته ايام الأحاد والأعياد، ويمكن العودة بالذاكرة الى دور بكركي في تفاهم معراب الذي أوصل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية على غرار ما فعل البطريرك الماروني في الانتخابات الرئاسية الماضية إلا ان جمع النواب الموارنة اليوم يلقى معارضة من عدد من الأطراف المسيحية لاعتبارات معينة تختلف بحسب قراءتها ومقارباتها.

فحزب القوات أبدى ملاحظات تتعلق بضرورة احترام آليات الإنتخاب الدستورية أولا محذرا من مغبة رمي كرة التعطيل في الملعب المسيحي بتحميل المسيحيين جراء صراعاتهم مسؤولية عدم الإتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية مع خشية القوات من تحميل الكنيسة تداعيات فشل التوافق المسيحي وتطالب القوات بضمانات مؤكدة بأن يؤدي الإجتماع الى التوصل لآلية تضمن انتخاب رئيس وضمانات أخرى وتعهد من فريق ٨ آذار بالسير بالمرشح الذي يحصل حوله اجماع مسيحي ـ مسيحي.

هذا وترفض مصادر القوات اتهامها بتطيير اللقاء واجهاضه، فالقوات وضعت كل أفكارها لدى غبطة البطريرك الراعي وهواجسها ومخاوفها وتعتبر القوات ان لا جدوى من حدوث لقاء قبل الإتفاق على الآلية والبرنامج لكي يأتي اللقاء بنتيجة إيجابية ولا يكون فلكلوريا.

تتشابه نظرة التيار الوطني الحر الى اللقاء ويبدي المقربون من ميرنا الشالوحي حماسة له مع ضرورة التوافق بين المكونات السياسية حول برنامج الرئيس قبل عقد الحوارات.

ما تعبر عنه القيادات المسيحية كما تقول مصادر سياسية لا يعبر عن الواقع الحقيقي فالقيادات المسيحية متجاوبة بالشكل فقط بينما هي في حالة افتراق وتباعد عميق ولكل فريق خياره الرئاسي، فالمرشح الحالي لحزب القوات هو رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض إلا ان القوات ستجد نفسها لاحقا امام خيارات أحرى بين دعم قائد الجيش الذي يحظى بدعم دولي او رئيس تيار المردة الذي يحتسب على محور الممانعة، فيما النائب جبران باسيل يواجه خيارين معقدين يصعب بالنسبة إليه ان يتبنى خيار قائد الجيش الذي ساءت العلاقة معه مؤخرا فيما العلاقة مع سليمان فرنجية تبدو في أسوأ اوقاتها ومراحلها اليوم، من هنا فان لقاء بكركي يواجه تعقيدات كثيرة إلا إذا حدثت معجزة ما واستطاع الراعي ان يجمع النواب الموارنة في اللقاء الذي يستمر التحضير له رغم المعوقات والعراقيل.

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة