ظاهرة الـOverthinking… تجتاح اللّبنانيّين..!
كتبت دارين منصور في موقع mtv:تتفاقم معاناة اللّبنانيين يوماً بعد يوم، إثر سلسلة الأزمات التي تحاصرهم وتفاقم معاناتهم، بدءاً بانقطاع الكهرباء شبه الدائم والمياه وفقدان مادتي الغاز والمازوت أحياناً، مروراً بأزمة الغلاء المعيشي وإرتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، الى جانب الأزمة النقدية والاقتصادية والسياسية ووصول سعر صرف الدولار الى مستويات قياسية.
أمام هذا الواقع المرير الذي يعيشه اللبناني يومياً، برزت بشدّة ظاهرة الـOverthinking أو التفكير المفرط الذي يعتبر إشارة الى أن الشخص قد يعاني من depression أو anxiety أو obsessive thoughts – ocd.
وفي هذا السياق، تشير الدكتورة في علم النفس العيادي والمعالجة النفسية والأستاذة الجامعية رنا حداد الى أن اللّبنانيين عانوا من خسارات على مستويات مادية واجتماعية وسياسية وصحية وغيرها، وعندما نتحدّث عن كمٍّ هائل من الخسارات فمن الطبيعي أن تكون هناك تأثيرات على الوضع النفسي للفرد.
وتتابع حداد لموقع mtv: “يمكن الحديث عن القلق الذي يعيشه اللّبناني ويظهر في طرق عدة من خلال التفكير الزائد أو الـOverthinking أي عندما يفكّر الشخص بالفكرة نفسها لساعات أو يواجه صعوبة في نسيان الصدمات التي مرّ فيها وتخيّل الأسوأ للمستقبل. وهذا التفكير المُفرط يؤثّر على الشخص على الصعيدين الشخصي والمهني وغيرهما. والتساؤلات التي يطرحها الشخص تجعله يصل الى الاكتئاب والارهاق”.
وتضيف: “الوضع الذي يعيشه اللبناني صعب جداً ولا يمكن ألا يكون له تأثير وخصوصاً أن الخسارات تلامس وسائل بقائه لأننا نتحدّث عن الحاجات الأساسية المسؤولة عن عيشه. وهذا القلق ناتج عن الخوف من الموت. ويعتمد اللبناني على التفكير الزائد ليجد طرقاً للعيش والاستمرار والبقاء”.
وعن الحلول لهذه الأزمة تشدّد على ضرورة إدراك الشخص للحالة التي يمر بها وعدم الهروب منها، وبالتالي تحديد وقت ثابت للتفكير وتكريس وقت له وترجمة الأفكار على ورقة وفي مكان محدّد وعدم الهروب من المشكلة والأفكار. كما تنصح بضرورة طلب المساعدة والتحدّث مع الزملاء أو الأصحاب أو الأقارب وإمكانية استشارة معالج نفسي كي لا يشعر بأنه وحيد.
وفي المقابل، لفتت الى أن هناك من يلجأ الى الأكل الزائد وتناول الكحول وتعاطي المخدّرات للتخفيف أو تحرير الذات من الأفكار السلبية الزائدة، وهي سلوكيّات غير صحية وتقود الى الادمان.
وتؤكّد أن للتفكير الزائد تأثيراً على علاقة الشخص بمحيطه وعلى سلوكه، إذ يشعر المجتمع بالعجز ولا يعرف كيف يمكن أن يساعد الشخص. وبالتالي تشدّد على ضرورة مساعدة الشخص على التعبير والابتعاد عن كل ما يشتّت الانتباه لقمع معاناته، وهذا لا يفيد لأنه حلّ موقّت.
وتجزم أن الهدف الانصات لمعاناة الشخص وامكانية اللجوء الى مختص، والابتعاد عن كلمات كـ”شد حالك وطوّل بالك” التي تجرح الانسان وتسخّف مشاعره والصعوبات التي يمر بها.