قبل أن يوزّع نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري نفياً لما نُسب إليه من تصريحات مُختلقة حول نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، دقق الذكاء الاصطناعي في التصريحات المنسوبة ونفاها.. ومع ذلك، بقي بعض الموتورين، الذين يريدون افتعال أزمة دبلوماسية لبنانية، مصرّين على موقفهم.
ونشر الموقع الإلكتروني لقناة “أم تي في” خبراً يزعم أن نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري، وصف مورغان أورتاغوس بكلام غير لائق. سارع بعض رواد مواقع التواصل الى سؤال منصة Grok للذكاء الاصطناعي التي طورتها منصة “اكس” للتدقيق بالمعلومات. ردت المنصة بالقول: “الخبر المتداول عن طارق متري لم تثبت صحته حتى الآن. لا تقارير موثوقة أو بيانات رسمية تؤكد ذلك، مما يرجح أن يكون غير صحيح أو شائعة. للحصول على معلومات دقيقة، يُنصح بمتابعة المصادر الرسمية الحكومية أو الإعلامية الموثوقة”.
لم تمضِ ساعة، حتى أصدر متري بياناً ينفي فيه تلك المزاعم. قال متري: “نَسَبَ موقع الكتروني لي كلاماً عن السيدة اورتيغوس، لم أقله”. وأوضح: “سألني امس بعض الصحافيين عن الموقف المتوقع للمبعوثة الأميركية فقلت أني لا أعرف إلا ما قرأته في الصحافة”. وتابع متري في حسابه في “اكس” قائلاً: “الكلام عن السيدة اورتيغوس والذي نسب الي غير صحيح ومستهجن. ولا أقبل بأي حال كلاماً من هذا النوع عن مسؤول يزور لبنان”.
الرد الذي أصدره متري، بدا حاسماً. لا يحتمل لُبساً. فمن يعرف متري، السياسي المخضرم والدبلوماسي اللبق والحقوقي البارز، يدرك أنه يتمتع بلسان دافئ، ويستحيل أن تصدر على لسانه إهانة.. لكن تلك المعرفة المسبقة به، كانت تحتاج الى تأكيد منه، وهذا ما حصل، لوضع حدّ لشائعات وتضليل، يسعى لاستهدافه شخصياً، وليس سياسياً.
وقالت وزيرة البيئة، تمارا الزين، في تغريدة: “طالما أن الخبر يتحدث عن كلام قاله الوزير طارق متري لي شخصياً في المصعد، فإني استهجن كيف لم أسمعه، خاصة وأنه لفظ ذكوري ما كان ليمرّ دون رد فعل احتجاجي من قبلي. الغريب أيضا أن حملة تُشن ضدي أنا وتنعتني بالشمطاء!”.
كما غرّد مراسل تلفزيون OTV، حسين شحادة: “للأمانة وكي لا أحمل ضميري، بالأمس كنت متواجداً في السراي الحكومي، بينما كنّا نقف أنا وزميلتين عزيزتين أمام المصعد وبداخله كان يقف نائب رئيس الحكومة طارق متري والوزيرة تمارا الزّين، قبيل انعقاد جلسة الحكومة، الحقيقة أنّني لم أسمع الوزير طارق متري يقول عن اورتاغوس شمطاء”.
اغتيال معنوي
ما تم ترويجه، يندرج ضمن إطار “الاغتيال المعنوي” Character Assisination. ما يُراد منه بترويج هذه الشائعة، إيجاد شرخ بين متري والولايات المتحدة أولاً، وهو ما استُتبع لاحقاً بمطالبات بـ”إقالته من الحكومة”! مما يظهر المقاصد من وراء ترويج الشائعة.
أيضاً، يُراد منه وضع رئيس الحكومة في موقف حرج أمام واشنطن، بعد مجمل الإطراءات التي تلقاها من المبعوثة الأميركية السبت، لجهة الاجراءات التي تتخذها الحكومة في المطار وغيره، وعلى آلية التعيينات والقوانين الإصلاحية التي تقرها الحكومة، وتالياً، إفتعال أزمة بين الحكومة وواشنطن، بناء على تضليل، خصوصاً أن الشائعة تنتشر 10 مرات أسرع من نفيها، وتُبقي شكوكاً حولها، حتى لو كان ذلك مؤقتاً، ورغم دحضها. واستناداً الى تداعياتها السياسية والشخصية، يوجب ذلك محاكمة مروجي الشائعة أمام محكمة المطبوعات.
MTV وحسابات الموقع الحكومي
عند التمعّن في موقع نشر الخبر، والشخصيات الذي تداولته وسعّرت الأزمة حوله في مواقع التواصل، تُعاد الى الذهن مباشرة حملة “أم تي في” عليه عشية تعيينه نائباً لرئيس الحكومة، بعدما كان رئيس مجلس إدارة “أم تي في” ميشال المر، موعوداً بالموقع. الآن لا يبدو أن نشر هكذا خبر، لافتعال شرخ مع واشنطن، بعيداً من المقاصد الأولى، حيث تُستخدم جميع الأدوات، من بينها الشائعات الشخصية المعيبة، للتشفي من سياسي لبق، يمثل ثقلاً سياسياً في الحكومة انطلاقاً من موقعه السياسي والدبلوماسي والشخصي.
المدن