هكذا يلاقي لبنان الرسمي … أورتاغوس!

بقوة النار ووسط الدمار، يتعرض لبنان لضغوط سياسية أميركية مترافقة مع عدوان إسرائيلي مستمر واعتداءات متنقلة على الأراضي اللبنانية كافةـ ومن ضمنها العاصمة بيروت- بالاضافة الى تجميد اجتماعات لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومنح إسرائيل تأشيرة أميركية للاستمرار في اعتداءاتها. كلها أوراق أميركية إسرائيلية تهدف الى إخضاع لبنان والزامه تشكيل لجان ديبلوماسية سياسية تمهّد لمسار تطبيعي، يُجمع اللبنانيون على رفضه.

عشية وصول نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس الى بيروت، وإجرائها محادثات سياسية صباح السبت، بدءاً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، فرئيس الحكومة نواف سلام، وصولاً الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، تتقاطع المقرات الثلاثة على موقف موحّد رسمي لمواجهة العاصفة الأميركية المتوقعة، إذ تقول مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” إن ارتفاع السقوف الأميركية سبق وصول أورتاغوس الى بيروت، ولكن هذا لا يعني أن لبنان سيخضع لكل هذه الضغوط.

الموقف الثابت الموحّد بين الرؤساء الثلاثة، الذي ستسمعه أورتاغوس، هو أن لا خروج عن مضمون القرار الأممي 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، إذ إن الاتفاق صاغه الجانب الأميركي ووقع عليه الجانبان اللبناني والاسرائيلي من خلالها وبوساطتها، وتشكلت لجنة تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذه. وسيحث الجانب اللبناني الرسمي الثلاثي الموفدة الأميركية على السير في تطبيق الاتفاق والضغط على إسرائيل للالتزام به ووقف عدوانها وسحب الذرائع منها واطفاء الضوء الأخضر في وجه خروقها، من دون فتح أي مسارات جديدة لا جدوى منها ولن توصل الى أي نتيجة.

ويصر الجانب اللبناني على أن تشكيل لجان لكل من ملف الأسرى والنقاط الخمس المحتلة مؤخراً، يُسقط جدوى اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، إذ إن الوثيقتين تلزمان إسرائيل بالانسحاب من غير أي لجان ومن دون أي شروط، وهذا يُعد انتهاكا للسيادة اللبنانية وخرقاً للاتفاق وتجاوزاً للقرار الأممي. أما ملف النقاط الثلاث عشرة المتنازع عليها، فلبنان متعاون لإجراء مفاوضات غير مباشرة عليها مع إسرائيل، تحت إشراف الأمم المتحدة، على غرار المفاوضات البحرية ومستوى تمثيلها. وبالتالي فالتجاوب اللبناني سينحصر في تشكيل لجنة عسكرية تقنية واحدة، لا ثلاث.

مصادر مقربة من الرئاسة الأولى، تعتبر أن لبنان لن يُقدم على التطبيع أو على أي مسارات تبدأ ديبلوماسية وتنتقل لتصبح سياسية فتطبيعية، وسيكون تحت سقف قرار الدول العربية ولن يغرّد خارج سربها. وتضيف إن رئيس الجمهورية سحب كل الذرائع الاسرائيلية بإعلانه من باريس أن لا علاقة لـ”حزب الله” بإطلاق الصوارخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات، وسيستمر في مطلبه من المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان والتزام الاتفاق والقرار الأممي.

أما مصادر رئاسة الحكومة فتقول لموقع “لبنان الكبير” إن الجانب اللبناني سيكون مستمعاً مع أورتاغوس، وسيطرح عليها “الديبلوماسيةَ المكوكية” على غرار ما كان يستخدمه سلفها آموس هوكشتاين، أي نقل الرسائل بين لبنان وإسرائيل من دون أية لجان لتقريب وجهات النظر والوصول الى اتفاقات.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة