خاص: كوميديا رمضان “حاضرة غائبة”.. فهل مَنْ يهتم بابتسامة الجمهور؟! (1-2)

أما وقد أوشك شهر رمضان بسباقه الدرامي على الوصول إلى محطة عيد الفطر، خاتماً رحلة من المسلسلات العربية المتنوعة من مصر وسوريا ولبنان ودول الخليج والمغرب العربي، لامست بتعدادها الـ100 عمل في موسم حافل بالنجاحات والإخفاقات..

ولكن كان اللافت هذا العام، افتقاد المُشَاهد للأعمال الكوميدية التي تراجع منسوبها بشكل كبير سواء سورياً أو مصرياً تحديداً، ففيما اعتدنا لسنوات طويلة على مواسم “مرايا” بإشراف القدير ياسر العظمة، مروراً بأعمال “أبو الكوميديا” دريد لحام، وحتى مواسم “عيلة 5،6،7 و8 نجوم”، و15 موسماً من “بقعة ضوء”، ناهيك عن الأعمال الكوميدية للنجم أيمن زيدان “جميل وهناء، بطل من هذا الزمن، جوز الست، يوميات مدير عام، مرسوم عائلي” وسواها، كما تغيب أمل عرفة مع “دنيا وصديقتها طرفة” شكران مرتجى، إضافة إلى بعض الأعمال على هامش الكوميديا في زمن السقوط الدرامي كـ”ببساطة” و”ما اختلفنا” بموسميهما، فإنّ السؤال أين الكوميديا على شاشاتنا في “رمضان 2025″؟!

https://www.youtube.com/watch?v=R4ei0lfysLE

 

قراءة في “نسمات أيلول”!      

الجواب بسيط غابت الكوميديا عن الحضور القوي، وحلّت فقط بشكل حصري على محطات تفرّد ببعضها سواء سورياً أو مصرياً، لكن الأبرز بينها كان “نسمات أيلول” من أنامل رشا شربتجي كريمة عرّاب الكوميديا الراحل هشام شربتجي.

  اختلف الرأي بين النقّاد والجمهور الذي بدوره انقسم على ذاته، ففيما اعتبر أهل النقد الفني أنه سقطة مدوية لـ رشا بسيناريو غير مترابط، رغم الصورة الجميلة التي تحاول استعادة مشهدية “الخربة” أو “ضيعة ضايعة”، فجاءت النتيجة عملاً فاقداً للهوية الكوميدية وأقرب إلى التهريج، والاعتماد على ضحك الشتائم والتنمّر، وهو ما أعجب “بعض” الجمهور وتميّز به الممثل السوري حسين عباس الذي عرفه الجمهور بشخصية الشرطي حسّان في مخفر قرية “أم الطنافس” بمسلسل “ضيعة ضايعة”، فحجز موقعاً مُحبباً عند الناس بشتائم ابنه طوال حلقات المسلسل.

تألق صباح الجزائري.. ولكن!

          أما بقعة الضوء الوحيدة التي نراها من منظورنا كمشاهدين، دون الحلول مكان النقّاد أو حتى الحجر على آراء الجمهور الذين أعجبوا بـ”نهفات العمل” فهي القديرة “صباح جزائري” التي بالفعل شكّلت قيمة مُضافة بشكل كبير للعمل، وتربّعت على عرشه، من خلال شخصية الجدة البخيلة “أمينة”، والتي تبرّر بخلها بالحرص والحذر من غدر الزمن، فكانت تلقي النكات بشكل سلس لا تصنّع فيه ولا تكلّف بل انسيابية، وعفوية أقرب إلى أسر عين المشاهد والحصول على ضحكته ببساطة.

 أما كل من دار حولها في العمل من نادين تحسين بيك، رواد عليو، محمد حداقي، ديمة الجندي، جلال شموط، مصطفى المصطفى وحتى الكوميديان أندريه سكاف، لم تكن أدوارهم فيها الجديد، الذي يمكن أن يُسجّل في تاريخهم الفني، بطبيعة الحال كل واحد منهم أجاد في موقعه، وقدّم وجبة مُحببة للعين والسمع.

أقل من المتوقع!!

لكنّ ما شاهدناه رغم تقطيع كادرات المشاهدات، وجمالية الصورة الريفية، والتركيز على بساطة العيش وصعوباتها، كان أقل من توفير ابتسامة عريضة نابعة من القلب، بل جاء متواضعاً على مستوى ما قدّمته كوميدياً مع “بنات أكريكوز” (2003) و”خمسة وخميسة” (2005)، رغم مرور كل هذه السنوات وتحقيقها نجاحات عظمى في الدراما من “غزلان في غابة الذئاب” إلى “الولادة من الخاصرة” وأخيراً “ولاد بديعة” وحتى المُهرّج الذي عُرض قبل رمضان الجاري في منصة “شاهد”.

أعمال غابت عن العين

 وبعيداً عن “نسمات أيلول”، كانت هناك محطات كوميدية أخرى، لكن للأسف عُرضت بشكل حصري، فغابت عن عين المُشاهد، مثل مسلسل “يا أنا يا هي” من بطولة أمل عرفة وزميلتها الأردنية أمل دبّاس، وعُرض حصرياً على قناة “رؤيا” الأردنية.

بينما الموسم الثاني من “ما اختلفنا” الذي يتضمن حلقات متصلة منفصلة وقصص متنوعة مع نخبة من الممثلين السوريين ك، باسم باخور، سامية الجزائري، محمد خير الجرّاح، أيمن عبد السلام وسواهم، فعُرض على قناتي “سوريا 2″ و”العربي” الفضائيتين، وغاب عن عينة شريحة واسعة من الجمهور.

 

وفي الجزء الثاني إلى مصر.. نوجّه البوصلة!!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة