منتجات العناية بالبشرة: خفايا ومخاطر!

تُعتبر العناية بالبشرة من أهم جوانب الروتين اليومي للكثيرين، وتسعى النساء والرجال على حد سواء إلى الحصول على بشرة صحية ومشرقة. في هذا السياق، انتشرت منتجات التجميل والعناية بالبشرة بصورة واسعة في الأسواق، وتعددت الشركات المصنعة لها، ما أدى إلى تنوع هائل في الخيارات المتاحة للمستهلكين. ومع ذلك، تثير هذه المنتجات العديد من التساؤلات حول سلامتها وفاعليتها، خصوصاً بعدما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) عن سحب بعض المنتجات من السوق بسبب احتوائها على مواد ضارة مثل البنزين، وهي مادة كيميائية معروفة بتسببها في مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان. ويشمل هذا السحب بصورة أساسية منتجات علاج حب الشباب التي تباع من دون وصفة طبية، والتي تحتوي على مادة بنزويل بيروكسايد.

وتشمل هذه المنتجات مجموعة واسعة من الكريمات، السيروم، والأمصال التي تُستخدم لمعالجة مشكلات البشرة المختلفة، مثل الجفاف، حب الشباب والتجاعيد. لكن على الرغم من شعبيتها، فإن العديد منها ليس مدعوماً بأبحاث طبية قوية، ما يجعل من الضروري على المستهلكين أن يكونوا حذرين عند اختيار ما يناسب بشرتهم.

الاختصاصي في تجميل الوجه والتركيبات الصيدلانية للعناية بالبشرة والتصنيع التجميلي الدكتور عمر العجمي أوضح لـ “لبنان الكبير” أنّ العناية بالبشرة تعتبر من الأمور الأساسية التي تساهم في الحفاظ على صحتها وجمالها، ويعتمد الكثير من المتخصصين، مثل الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، على مجموعة من المنتجات التي تشكل روتين العناية بالبشرة اليومي، وتشمل:

*الغسول: يُعتبر خطوة أساسية في روتين العناية بالبشرة، بحيث يعمل على إزالة الأوساخ والغبار والشوائب التي تتعرض لها يومياً.

* التونر: يُستخدم لتوازن مستوى الحموضة (pH) في البشرة، ما يساعد في الحفاظ على صحتها.

*المرطب: يلعب دوراً مهماً في حماية البشرة من الجفاف، بحيث يضمن الحفاظ على مرونتها.

* واقي الشمس: يُعتبر ضرورياً لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

*السيروم: يتوافر بعدة أنواع، بما في ذلك فيتامين سي والريتينول وحمض الهيالورونيك. تعمل هذه المكونات كمضادات للشيخوخة ومضادات للأكسدة، وتساعد في إزالة السموم من البشرة.

*العلاجات الموضعية: تُستخدم لعلاج مشكلات معينة مثل حب الشباب، التصبغات، والتجاعيد، ما يغطي جميع احتياجات البشرة.

وأشار إلى أنّ المنتجات تُقسم إلى نوعين: المنتجات الطبية (Pharmaceutical products) وهي تحتوي على مواد كيميائية تُستخدم لعلاج حالات جلدية محددة مثل حب الشباب والتجاعيد، وتحتاج إلى موافقة من إدارة الغذاء والدواء (FDA). والمنتجات غير الطبية (Cosmetic products) وتهدف إلى تحسين مظهر البشرة فقط من دون معالجة مشكلات جلدية، مثل المرطبات وكريمات فيتامين سي.

وعلى الرغم من أن المنتجات التجميلية تخضع لمعايير السلامة، إلا أن هذه المعايير ليست صارمة مثل تلك التي تتطلبها FDA. ويجب الانتباه إلى مكونات هذه المنتجات، بحيث إن بعض المواد مثل مادة البارابين، التي تُستخدم كمواد حافظة، قد تؤدي إلى مخاطر صحية، ما دفع العديد من الدول إلى منع استخدامها. فقد أظهر العديد من الدراسات أن هذه المواد قد تؤدي إلى مخاطر تتعلق بالهرمونات. لذا، قامت عدة دول بسحب هذه المنتجات، ولا تقبل دخول أي مواد، سواء كانت مستحضرات تجميلية أو صيدلانية، إذا كانت تحتوي على مادة البارابين، بحسب العجمي.

وشدد على وجوب “الحذر من بعض المواد الأخرى الذي قد يسبب آثاراً جانبية إذا أسيء استخدامه، مثل الهيدروكينون الذي يُستخدم لتفتيح البشرة، إلا أنه قد يؤدي إلى آثار عكسية إذا استخدم لفترات طويلة. كما أن الريتينول، على الرغم من فوائده كمضاد للشيخوخة، قد يسبب حساسية لدى بعض الأشخاص”.

ورأى أنّ “من المهم أيضاً اختبار المنتجات الجديدة على منطقة صغيرة من الجلد قبل استخدامها على الوجه، والتحقق من تاريخ الصلاحية للمنتجات الجلدية. ومن المهم استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي منتج جديد، لضمان أنه مناسب للبشرة ولا يسبب أي آثار جانبية. بالاضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى الاعلانات المؤثرة والترويج المبالغ فيه للمنتجات، بحيث تدفع الناس إلى استخدام منتجات غير فاعلة أو حتى ضارة”.

ودعا الى “القيام بحملات توعية حول المواد الضارة والمخاطر المحتملة لاستخدام المنتجات غير الموثوقة، لزيادة الوعي لدى الجمهور، وينبغي على المستهلكين البحث عن مصادر موثوقة واستشارة الأطباء قبل تجربة أي منتج جديد”، مشيراً الى أن “إدارة الغذاء والدواء تقوم بمتابعة الأمور المتعلقة بالمنتجات في السوق، وتجمع تقارير حول الآثار الجانبية المحتملة. وإذا سحب منتج من السوق، فعادةً ما يكون ذلك بسبب تلقي تقارير تفيد بوجود آثار جانبية غير مرغوب فيها”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة