اللاجئون السوريون في لبنان لن يعودوا بسنوات… ولا إمكانية لإكراههم على العودة!

لم تتغيّر سوريا كثيراً منذ سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول الفائت إلى اليوم. 3 أشهر مرّت فيما وضع المحافظات السورية على حاله. بل أكثر من ذلك فإنّ أزمات جمّة، بدأت تطفو على السطح اليوم، بعد أن انتهت “نشوة” الانتصار التي كُللت بهروب بشار الأسد خارج البلاد.

زيارة العاصمة دمشق وبعض المحافظات، مثل حمص وحماة وحلب، تدفع المراقب لاستنتاج 4 أمور سريعة، لكنّها أساسية لفهم حقيقة الواقع السوري اليوم، كما تطلعه على مستقبل دمشق وعلاقاتها مع جيرانها، (خصوصاً لبنان). أما تلك الحقائق، فهي كالتالي:

1. إنّ اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان لن يعودوا إلى سوريا في القريب العاجل، بل لن يعودوا إلّا بعد سنوات على انطلاق ورشة إعادة الإعمار (إذا انطلقت)، وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي جداً في سائر المحافظات، حيث ما زالت مئات آلاف الوحدات السكنية والمنازل والمؤسسات مدمّرة، بينما تلك التي لم تُدمّر، سُرق كل محتوياتها. ناهيك، خصوصاً، عن الرواتب المتدنية مقارنة بتلك التي يحصل عليها السوريون في لبنان، والتي تجعل مسألة العودة أمراً شبه مستحيل إذا استمر طوعاً (لا إمكانية لإكراههم على العودة).

إذ تكفي الإشارة إلى أنّ راتب موظف الاستقبال في أحد الفنادق الفارهة في منطقة “باب توما”، يبلغ 50 دولاراً أميركياً في الشهر… فكيف سيعود السوري العامل الذي يحصل على راتب من مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، وآخر من خلال عمل يقوم به في لبنان؟

2. إنّ المسيحيين في دمشق وحمص وحلب، هم الطائفة الأكثر غياباً عن المشهد السياسي، وذلك بسبب عدم حملهم السلاح خلال الحرب. هم لم يُستهدفوا في الحرب بشكل مباشر، كما أنهم اليوم غير مُستهدفين من أحد (ما خلا بعض الحوادث المتفرقة) لكنّ عدم حملهم السلاح في الماضي قد حرمهم من بناء ثقلٍ عسكريّ لترجمته اليوم، في حمأة المفاوضات حول حلّ الفصائل وتسليم السلاح والاندماج في مؤسسات الدولة، بالعملية السياسية مثلما حدث ويحدث مع الأكراد والدروز. وبالتالي فإنّ ما سيحصل عليه المسيحيون من “حصّة” في الدولة، سيكون ما يشبه “المنّة” أو “المكرمة” من الطوائف الأخرى فقط.

عماد الشدياق- نداء الوطن

مقالات ذات صلة