بفعل العصا “الدارجة” .. انقلب المشهد اللبناني رأسا على عقب: هذا ما تخطط له واشنطن!؟

بسحر ساحر، او بفعل العصا “الدارجة” هذه الايام، انقلب المشهد اللبناني رأسا على عقب. داخليا، باتت طريق التعيينات سالكة آمنة نحو الاقرار اليوم ومن بعبدا، وجنوبا انقلب التصعيد “الاسرائيلي” إلى انفراج، فيما انحصرت مفاعيل الاحداث السورية ببعض “الاشكالات الفردية” التي عولجت بانتشار امني ضارب في طرابلس، لم يسبق له مثيل.
هكذا اذا “فرقت” بين الثلاثاء والاربعاء” 180 درجة”، في بلد يرسم مشهده “الغريب العجيب”، خماسيتان سياسية وعسكرية، جاهزتان لفك المربوط والمتعثر، ترغيبا وترهيبا، مع انطلاق قطار “التسويات” في المنطقة، حيث مشهد ما فوق طاولتها مختلف تماما عما تحتها.
في كل الاحوال، لم تأخذ الالغاز الكثير من وقت اللبنانيين قبل حلحلة رموزها، وانكشاف حقيقة ما حصل فعليا، لتتضح صورة الاتصالات السرية على خط بيروت وتحديدا بعبدا، التي خاضها فريق رئيس الجمهورية الديبلوماسي والامني مع واشنطن مفضية الى صفقة، كشفت معالمها نائبة المبعوث الرئاسي الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اوتاغوس في بيان اعلنت فيه ان “بلادها ستجمع لبنان و”اسرائيل” لاجراء محادثات تهدف الى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين ديبلوماسيا وهي الافراج عن الاسرى، النقاط المتبقية المتنازع عليها على طول الخط الازرق والخمس نقاط”.
من هنا كانت خطوة “حسن النية”، على ما تؤكد مصادر ديبلوماسية، بالافراج عن الاسرى، اربع مدنيين وجندي لبناني ومقاتل من حزب الله، على ان يليها الانتقال الى تفعيل لجان عمل ثلاث تم انشاؤها لمتابعة التفاوض، على مستوى سياسي وعسكري بين البلدين برعاية اميركي – فرنسية مشتركة.
وتشير المصادر الى ان واشنطن مارست ضغوطا كبيرة على “تل ابيب”، خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث تم الاتفاق على ضرورة قيام “اسرائيل” بخطوة “حسن نية” تجاه لبنان، تمهد امام فتح كوة لخرق الجمود الذي خلفه استمرار احتلالها للتلال الخمس، والانتقال الى تنفيذ باقي بنود وقف اطلاق النار.
وكشفت المصادر ان خطوة اطلاق المحادثات هي جزء من خطة واسعة وشاملة، تهدف في مرحلة لاحقة الى طرح موضوع السلام وفقا للوثيقة التي وقعها الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية في متشيغان، وهو ما تعمل عليه واشنطن في الخفاء، قبل ان يفضحه مسؤولون رسميون “اسرائيليون” بقولهم:”نسعى للتطبيع مع لبنان والمحادثات الاخيرة هي جزء من هذه الخطوات”.
اوساط سياسية لبنانية، رأت ان الضغوط ستزداد على لبنان، في قضية التطبيع وربطها بالانفراجات الاقتصادية ، مع تجدد المشروع القديم باشكال مختلفة من الاغراءات والضغوطات وربما الفتن، داعية الى انتظار الموقف اللبناني الرسمي مما يطرح ويتم التداول به، خصوصا ان مسألة العودة الى المفاوضات حول الحدود تحتاج ايضاح الكثير من النقاط الغامضة، خصوصا ان “اسرائيل” غيرت الكثير من معالم الخط الازرق.
وختمت المصادر بان الضغط الاميركي في تحرير الاسرى يدعم بالتأكيد رئيس الجمهورية، وكذلك الحديث عن حل المشاكل المرتبطة بالخط الأزرق، وقضية الانسحاب التي أكدت عليها الإدارة الأميركية على لسان المبعوثة الخاصة مورغان أورتاغوس، من أجل إثبات أن ادارتها تعطي جهدا كبيرا في دعم هذا العهد للقيام بدوره في الداخل، لا سيما عندما أشارت إلى أن إعادة الإعمار يجب أن تكون بيد الدولة وليس بيد حزب الله، والدور للدولة وليس لأي فريق آخر، “فكيف يمكن تحقيق ذلك، وهذا العهد الجديد غير قادر بـ “المونة” على المجتمع الدولي لإجبار “إسرائيل” على الانسحاب”.
ميشال نصر- الديار