إلى حكواتي “الحزب”: كيفني معك؟

ساعتان و18 دقيقة تكلّم. من يقدر على الاستماع؟ نصٌّ أطول من يوم الجوع يتألّف من 13253 كلمة، يوازي جريدة من 12 صفحة من القطع الوسط، من له أو لها “جَلَدٌ” على القراءة؟
الزميلة منار صباغ استمعت وسألت واستطردت وأطنبت في الإشادة باسم جمهور مشاهدي المنار، ومن لم يستمع أو يقرأ فاته الكثير مما جاء على لسان “الأمين”. عنوان المقابلة كان “حوار الأمين” لوهلة ظننتُ أن الأمين علي حجازي هو الضيف أو الأمين ربيع بنات أو الزميل ابراهيم الأمين في أفضل الأحوال. في الواقع الأمين نعيم قاسم كان هو ضيف قناة “المنار”، وسيبقى، سيّد الشاشة الصفراء إلى ما شاء القدر.
قدّم حكواتي الحزب “سردية” مؤثرة عن الحرب الكارثية و”التشييع المقدّس” كي “يعرف الآخرون ما هي ساحتنا”. كشف تفاصيل الأيام الأخيرة للأمينين الشهيدين وكيف انتقلت الأمانة للأمين الحالي. شرح “اتفاق 27 نوفمبر” بوصفه مطلباً إسرائيلياً وافق “الحزب” عليه، رغم أن القدرات “كانت موجودة بالمقدار الذي نستطيع أن ندير فيه استمرارية المعركة” معركة الإسناد المتحولة إلى “سندونا” أو معركة “أُوَلي البأس” واليأس؟ في أي حال للأمين حساباته وقراءته ومحصلها النهائي “ماذا يقول هذا المشهد؟ يقول إن المقاومة مستمرة” يسلم هالتم. وماذا يريد اللبنانيون أكثر من ذلك؟
هو قصاصٌ قبل الدينونة أن تسمع وترى “الحكواتي” المتشاوف لما يزيد على الساعتين، خشية أن يكون النص غير مطابق تماماً للحوار. هذا لا يعني بمطلق الأحوال أن مشاهدة حسن أو حسين وسماعهما متعة بصرية. حسن فضل الله أعطى الدولة فرصة والحكواتي مثله أعطاها فرصة. حسين الحاج حسن وجد أن الاتفاق محصور بجنوب الليطاني والحكواتي مثله أكد أن “جنوب الليطاني” مذكور 5 مرات. وبالتالي فحصرية السلاح التي جاءت في خطاب القسم وفي البيان الوزاري محددة جغرافياً.
الفرصة إذاً ليست فرصة الساعة العاشرة، أو فرصة عيد الغطاس. هي فرصة للدبلوماسية اللبنانية، ممثلة برئيس الجمهورية وحكومة الدكتور سلام، أن تنجز.
في الساعات الـ 48 الماضية تسلّم لبنان 5 أسرى لدى الاحتلال. كيف تحرّروا شيخنا؟ أبعملية نوعية للإخوة في فرقة الرضوان أو بالعمل الدبلوماسي الجدّي؟
وفي الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وبالجهد الدبلوماسي أيضاً وبالتعاون مع الشيطان الأكبر والمجتمع الإمبريالي والعرب الخانعين ستتوقف الخروقات، وينسحب العدو من تلة العباد وباقي التلال وسينتشر الجيش “غير المسموح له بالانتشار”.
وفي المدى القريب، على عهد القائد المؤمن دونالد ترامب ستُرسّم الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة ولن ترسّم بوجود سلاح بيد منظومة إلهية.
وإن كان لي كمواطن من الخط السيادي، أن أتوجّه إلى حكواتي “الحزب” بكلمتين لا أكثر:
عُد، كما تمنيت في “حوار الأمين”، إلى الشأن الثقافي. المثقفون اشتاقولك. كيفني معك؟
عماد موسى- نداء الوطن