متى يُنسف “خازوق الأسد” المهين؟

عقب وفاة الرائد الركن باسل الأسد في 21 كانون الثاني 1994 تداعى شباب منطقة البقاع، وأسسوا على عجل لجنة لتخليد “الشهيد” وذلك برفع تمثال له على مدخل شتورة، وبحسب صحيفة “السفير” لقيت الفكرة آنذاك تجاوباً كبيراً من كافة الفاعليات السياسية والاقتصادية والمصرفية. وقام الفنان ريمون رياشي بنحت التمثال؛ وهو عبارة عن مجسّم لـ “الشهيد” باسل الأسد يمتطي حصاناً، بكلفة قاربت 300 ألف دولار أميركي، جمعتها اللجنة من فاعليات اقتصادية وسياسية ومصرفية. وفي الأول من تشرين الأول 1995 أُقيم احتفال في بارك أوتيل شتورا لمناسبة إزاحة الستار عن النصب، بحضور الرئيس الياس الهراوي، ممثلاً بنائب رئيس مجلس الوزراء حينها ميشال المر ووزير الإعلام السوري آنذاك الدكتور محمد سلمان ممثلاً الرئيس حافظ الاسد…”.

ولأن القيادة السورية، تدرك عمق العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين ومحبة اللبنانيين الهائلة لآل الأسد، فأوّل ما فعله الجيش العربي السوري في أثناء انسحابه من لبنان (نيسان 2005 ) تفكيك تماثيل الديكتاتور وولديه من كل البقاع وحملها إلى داخل البلاد كي يكحل السوريون عيونهم صبحاً ومساء بالديكتاتور وابنيه الفارس “الشهيد” وطبيب العيون الفاشل. ما لم يتم تفكيكه من تماثيل سيادة الرئيس وأفراد عيلته حطمه المحبّون كما حصل في حلبا أو تم إنقاذه قبل أن تدوسه الأرجل.

مع نهاية حقبة بشار الأسد، استكمل بعض اللبنانيين محو آثار الاحتلال، فاتُخذ مثلاً قرار بتغيير اسم الطريق السريع الممتد من المديرج – حمانا حتى بلدة بزبدين في قضاء المتن الأعلى، الذي كان يُعرف منذ ربع قرن باسم جادة حافظ الأسد، إلى اسم جديد، هو “جادة الحرية” ويبقى أن يستبدل اسم الجادة الأخرى عند منطقة بئر حسن – السفارة الكويتية. متى؟ تلك هي المسألة. ومتى يُنسف “الخازوق” المهين الذي انتصب على طرف الجادة في السنة الأخيرة من عهد الرئيس الياس الهراوي؟

يذكر التاريخ المعاصر أن “الخازوق” تقدمة من لبنان إلى سيادة الرئيس حافظ الأسد، وأكثر من ذلك هو تحية وفاء وأخوة إلى سوريا وشعبها وجيشها ….ما أكذبنا في مديح البشاعة والقتلة. في كل العالم مسلّات تاريخية. في العراق مسلّة حمورابي. في ساحة الكونكورد مسلّة الأقصر. لكن مسلّتنا إهانة لتاريخنا. إذ دوّن خطاط العهد على قاعدتها ما يأتي “تم افتتاح هذه الجادة في عهد الرئيس الياس الهراوي وبرعاية (وتمويل) من رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري” أما الرئيس الخالد نبيه بري فاسمه محفور في قلب الأسد.

سقط حكم آل الأسد في سورية، فيما لا يزال بعض الممسكين بقرار الدولة الللبنانية غير مصدّقين الأمر، ومترددين في التعامل مع “الخازوق”، نسفاً أو تفكيكاً، تفادياً لجرح مشاعر الأوفياء للمجرم.

عماد موسى

مقالات ذات صلة