فلتان يتحكم في الأشرفية.. ماذا يجري؟

عمليّاتُ سلبٍ في وضح النّهار، سرقاتٌ وجرائم قتلٍ ونهب، تهديدُ عمّالٍ وشبّان بالسّلاح… هذا ما يعيشُه أهالي الأشرفيّة يوميًّا بعدما أصبح الفلتان الأمني في هذه المنطقة “حديث الساعة”. فماذا يحصل؟ وماذا يقول الأهالي؟

“كلّ يوم 5 إلى 6 عمليّات نشل وسرقة على الأقلّ”، تقول سابين إبنة المنطقة، وتُضيف في حديثٍ لموقعنا: “ما نعيشه غير مقبول وغير مسبوق، الأهالي خائفون وهذا ينعكس على جودة الحياة في منطقة كانت تُعتبر آمنة”.
لشربل أيضاً الرأي نفسه، إذ يقول: “صرلي 30 سنة عايش هون، المنطقة ما كانت هيك أبداً”، ويُتابع: “يتطلّب منّي عملي التنقّل في أرجاء الأشرفية والتّعامل مع النّاس عن قرب، وهذا ما يجعلني أتحسّس أكثر الخطر الذي نعيشه والذي يزداد يوماً بعد يوم وبات يستوجب حلاً جذريًّا”.

أكثر من 10 جرائم منذ مطلع العام 2025 فقط في الأشرفيّة. هذا الرقم المُعلَن فقط، أمّا الحوادث الفرديّة والاعتداءات اليوميّة فـ”حدِّث ولا حرج”. ويُشير مختار منطقة الرميل فادي ناكوزي إلى أنّ “المنطقة باتت مفتوحة أمنيًّا والأهالي يُحاولون الدّفاع عن أنفسهم، ولكنّ الوضع يزداد خطورة خصوصاً إذا استمرّ كما هو اليوم مع سرقات وجرائم وفلتان أمني بشكلٍ يومي.. هذه كارثة”.

ويُضيف ناكوزي، في حديثٍ لموقع mtv: “الأهالي يتجوّلون في الطّرقات خائفين من عدد الغرباء والمشبوهين”، قائلاً: “المنطقة صار فيها غرباء ما عم نعرف مين هنّي ولا من وين جايين، ويبدو كترانين اللبنانيين يلّي عم يعملوا السّرقات”.

ويُتابع المختار: “أصحاب المحال أصبحوا يخافون من كلّ شخص يمرّ على الطّريق، وقد طفح الكيل.. قدّي بدنا نضلّ مطوّلين بالنا؟”، مُشدّداً على أنّ “صبر أهل المنطقة نفد وفي النّهاية لا يُمكنهم إلا أن يُدافعوا أن أنفسهم عندما يتعرّضون لأيّ اعتداء”.
هنا يؤكّد رفضه للأمن الذاتي، يقول: “ما فينا ما نردّ وحقّنا ندافع، بس ما رح نمسك سلاح ونقعد على الطّرقات”، ويلفت إلى أنّنا لسنا من دعاة أخذ الحقّ باليد وبالقوّة ولكن “منّا أولاد اليوم”.

وإذ يُعرب المختار عن تفهّمه لوضع الأجهزة الأمنيّة قائلاً: “الله يساعدن شو بدّن يلحقو تَيْلحقو، مع كلّ الأعمال الفرديّة يلّي عم تصير”، يُطالب بـ”تسيير دوريّات أمنيّة وتكثيفها”. ويقول: “هذا ما نتمنّى تنفيذه سريعاً لأنّ الوضع لم يعد يحتمل، فنشر 20 إلى 30 عنصراً أمنيًّا بين ساسين والسيوفي والرميل والجميزة، كافٍ لضبط الأمن… حكينا كتير وما حدا استجاب”.

العين اليوم على الأشرفية، فهذه المنطقة التي لطالما كانت رمزاً للسّلام والتّعايش تحتاج إلى إعادة بناء الثّقة بين المواطن والدّولة، فهل يتحرّك المعنيّون قبل فوات الأوان؟

ام تي في

 

مقالات ذات صلة