“الحزب” يدفع لـ “الولي الفقيه”.. هل هم الشيعة حقا؟

المذهب: شيعي. بحسب بيان القيد عن سجلات المقيمين لإحصاء 1932. ولطالما كان تراث الشيعة مصدر إلهام وإبداع ووطنية وثقافة وانفتاح في المجتمع اللبناني الغنيّ بتنوعه. مجتمع غنيّ بالتفاعل بين مكوناته، الشيعة منهم وغير الشيعة: فينظم بولس سلامي عيون شعره في حب آل البيت. ويتظلّل السيد موسى الصدر صليب يسوع في كنيسة الكبوشيين. وكان زين شعيب يجوب الجنوب يغنّي الحياة بأنخاب الكأس والزجل.

ثم جاء “حزب الله”. ألا إن “حزب الله” هم الرامون على النساء السافرات في بعلبك مواد حارقة لإجبارهن على الحجاب… ثم صاروا يدفعون بدلاً لقاء ارتداء ما يُسمّى بالعباية الشرعية. فتشودرت طائفة وأرخت سرابلها حدّ الوصول إلى مرحلة يجوز تجاهها السؤال الاستنكاري: أهؤلاء هم الشيعة!

ألا إن “حزب الله” هم الضالون الذين استبدلوا العقيدة الاثني عشرية ببدعة شاذة ومزرية تُسمّى الولاية العامة للفقيه. فأصبح الوليّ الفقيه الإيراني نائباً لصاحب الزمان، والرادّ عليه كالرادّ على الله، وجنوده مسدّدون لا يقف دون سبيلهم إنسٌ ولا جان. دينٌ ضد الدين يجوز تجاهه السؤال الاستنكاري: أهذه هي عقيدة الشيعة الإمامية!؟

ألا إن “حزب الله” هم قتلة القادة المقاومين إذ صاح نبيه بري يوماً قبل أن يذعن ويُلحق حركة “أمل” بولاية الفقيه المتمدّدة: “صاروا قاتلين (يقصد حزب الله) من القادة أكثر مما قتلت إسرائيل!”… وهم قتلة القادة الشيوعيين قبل أن يصبح الحزب “الشيوعي” في غفلة من الجدلية المادية فرعاً كحولياً لمشروع ولاية الفقيه. وهم قتلة المعارضين السياسيين، كرفيق الحريري، مع إدانة دولية… وهاشم السلمان، مع عجرفة وبطش… ولقمان سليم، مع غلّ وتشفّ. وهم قتلة الشعب السوري المنتفض ضد الطاغية فناصروا الظالم… وهم قتلة الآلاف من الشيعة الجنوبيين عبر إلقائهم في التهلكة، والتضحية بدمائهم وأرزاقهم وبيوتهم وجنى أعمارهم لا لشيء سوى لأداء دور وظيفي يخدم مشروع إيران في المنطقة لتحصيل النفوذ والمكاسب. فتدمّر الجنوب لأجل إيران. لكن انقلبت الآية واندحر المشروع الإيراني غير مأسوف على سقوطه. مشهد من الخراب والويل والثبور يجوز تجاهه السؤال الاستنكاري أهذا هو المشروع السياسي للشيعة!؟

وبعد إفلاسه المدقع، وهزيمته النكراء يدفع حزب الولي الفقيه – الله منه براء، بفيلق رعاعه فيجتاحون على دراجاتهم النارية شوارع بيروت لينشروا قرفهم وخواءهم وما كان يشبّه لهم أنه ترهيب… وهؤلاء، شيعة الوليّ الفقيه الإيراني في لبنان، شيعة “حزب الله البائد”، هؤلاء ليسوا الشيعة مهما هتفوا بذلك وكذلك، مراراً ومراراً…

علي خليفة- نداء الوطن

مقالات ذات صلة