صفحة جديدة بين عون وحزب الله … و ١٨ شباط لناظره قريب!
صفحة ايجابية جديدة بين رئيس الجمهورية وحزب الله فتحت صباح الأحد الماضي، وختمت شكوك وتوترات السنتين الماضيتين وما سادها، وحلت مكانها عبارات الثناء والود والارتياح على مواقف الرئيس من قيادات حزب الله وجمهوره، لجهة احتضانه للعائدين وتحركاتهم، وإصداره تعليمات للجيش بفتح الطرقات، ومواكبة الناس الى قراهم وتوفير الحماية لهم. وظهر هذا التأييد للرئيس عون في كلمة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وحسب المتابعين للتطورات في البلاد، فان الصفحة الجديدة انعكست فورا على الموضوع الحكومي، واسم وزير المالية لم يعد مشكلة مطلقا، واذا تم التمسك بابعاد ياسين جابر حفاظا على “القوام” الحكومي، فان بري سيسحب مرشحه. وقد برز اسم الخبير المالي والاقتصادي محمد صالح المقرب من الجميع لتولي هذا المنصب، وان كانت الارجحية لياسين جابر حتى الآن، وسيمثل “الثنائي الشيعي” صلاح عسيران وامرأة من آل الزين عن حركة “امل”، اما حزب الله فرشح الدكتور علي رباح لوزارة الصحة والدكتور طلال عتريسي للعمل، وما تردد عن “فيتو” على رباح تبين انه صناعة محلية .
هذه الاجواء ستسهل انطلاقة الحكومة حتما، اذا ازيلت العقدة المارونية والخلافات بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” . وفي المعلومات، ان الحكومة ستولد قبل نهاية الأسبوع، وباسيل ابلغ سلام بان حصة التيار يجب ان تكون متوازية مع حصة “القوات”. وعلم ايضا ان “القوات” اقترحت اسمي طوني الرامي وجو صدى، بينما الرئيس عون مصر على تمثيل “المردة” بوزارة الشؤون الاجتماعية، فيما التمثيل السني لم يحسم ايضا، فالرئيس سعد الحريري يريد وزارة الداخلية الى القاضي هاني حلمي الحجار من شحيم، ويريد هاني الشماط لوزارة الاقتصاد .
وفي موازاة ذلك، شن النائب وليد البعريني اعنف هجوم على الرئيس المكلف، الذي رد بشان تمثيل منطقة الشمال ” ما راح يكونوا الا مبسوطين “. بالمقابل، حسم وليد جنبلاط اسم فايز رسامني لوزارة الاشغال .، وتقدم اسم بول سالم للخارجية وغسان سلامة للثقافة .
واذا تم تذليل العقد، فان الحكومة ستعلن نهاية الأسبوع، رغم ان ” الشياطين تكمن في التفاصيل”.
وحسب المتابعين للتطورات والاتصالات، فان المشهد الجنوبي لن يتغير او يتبدل، و لا علاقة له بولادة الحكومة او تعثرها او شكلها ولونها، و المقاومة الشعبية لن تتوقف، والدخول إلى القرى سيتواصل حتى ١٨ شباط، واذا واصلت “اسرائيل” احتلالها، عندها لكل حادث حديث. والاحتفال بالنصر وتحرير الارض سيكون خلال اقامة مراسم تشييع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اواخر شهر شباط، وتحديدا ما بعد ١٨ شباط وقبل بداية شهر رمضان في 2 آذار، وقد أنجزت كل الترتيبات للحدث التاريخي المفصلي . وفي المعلومات ان حزب الله قام بتأخير موعد الاحتفال حتى الانتهاء من اقامة مهرجان الذكرى الـ ٢٠ لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وفي المناسبة سيلقي سعد الحريري كلمة مباشرة .
وتشير المعلومات الى ان المسيرات الشعبية متواصلة نحو الجنوب وفي تصاعد يومي، حتى التحرير الشامل واطلاق الاسرى، لكن ما فاجأ رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الاميركي جاسبر والضابط الفرنسي في اللجنة، رد فعل اهالي الجنوب على قرار تمديد وقف النار حتى ١٨ شباط، وسجلوا كل الوقائع على الأرض وخطورة ما حصل على الاتفاق .
وفي المعلومات، ان الجنرال الاميركي برر تمديد الاتفاق بناء على طلب “اسرائيل” وحاجتها إلى مدة شهرين حتى “تنظيف” المناطق الجنوبية من مخلفات حزب الله على حد قوله، وادعائها انه تلقت معلومات سرية عن وجود اسلحة نوعية إيرانية في قرى الحافة الامامية لم يتم العثور عليها بعد، وتشكل خطرا على أمن “اسرائيل”، وهذا هو السبب الرئيسي للمطالبة “الاسرائيلية” بالبقاء في ٥ نقاط استراتيجية في الجنوب .
ولفتت المعلومات الى ان ممثل لبنان في اللجنة رفض الطلب “الاسرائيلي”، فقامت “اسرائيل” بتقليص التمديد من ٢٩ آذار حتى ٢٨ شباط فرفض لبنان ايضا، وفوجئ أعضاء اللجنة بالزحف الجماهيري والمقاومة الشعبية صباح الأحد والمواجهات، مما ادى الى تقليص المدة الزمنية الى ١٨ شباط بموافقة كل أعضاء اللجنة بمن فيهم لبنان، بعد تعهد بالافراج عن الاسرى اللبنانيين، وباتت المعادلة واضحة ” اما الانسحاب الشامل او المواجهة بكافة أشكالها، و١٨ شباط لناظره قريب”.
مشهد الزحف الشعبي الى الجنوب بدل المشهد السياسي والميداني جذريا، ودفن كل الادبيات والتحليلات عن نهاية حزب الله وتراجع قاعدته الشعبية، والعبارة الوحيدة المشتركة التي رافقت الجنوبيين الى قراهم ممزوجة بغصة كبيرة ” لو كان السيد حسن حيا شو بهمنا “.
وحسب المتابعين للتطورات السياسية، ان المأزق “اسرائيلي” بامتياز، فبعد صور العائدين الى الجنوب رافعين اعلام حزب الله، فان نسبة طلبات العائدين من المستوطنين الى المستعمرات الشمالية تقلصت الى النصف، وهذا ما دفع الحكومة الى تأخير العودة الى اول آذار.
واللافت، ان جميع الاحزاب “الاسرائيلية” الموالية لنتنياهو والمعارضة له ترفض الانسحاب “الاسرائيلي” من الجنوب الا بعد اقامة المنطقة العازلة بعمق ٥ الى ٧ كيلومترات والاحتفاظ بـ٥ مواقع استراتيجية في قرى الحافة الامامية، وبالتالي فان صورة المستقبل ما زالت غامضة.
الديار