المعادلة تغيرت ١٨٠ درجة… ماذا سيحصل حتى ١٨ شباط؟
انتهى “المحور” وعودٌ على بدء…
ما أشبه الأمس (تحرير الـ ٢٠٠٠) باليوم (الـ٦١ من اتفاق وقف إطلاق النار ٢٠٢٥)، مع فارق أن الدفاع عن الأرض لم يكن بقرار سياسي إنما بقرار تاريخي وحق بالوجود في الجنوب، الذي لم يعد يحتاج اليوم إلا إلى الصمود بقلوب جريئة وشجاعة استمدت من القهر والدم والدمار ووجع العيون على مشاهد دامية من تفجير وجرف وتخريب في أرض أقل ما يقال إنها مقدسة بالنسبة الى أصحابها.
ما قام به أهالي الجنوب لم يكن محضراً له بعكس كل ما قيل، هذا ما يؤكده مصدر عسكري على تنسيق مباشر مع عدة جهات على الأرض في الجنوب. ويقول المصدر لموقع “لبنان الكبير”: “كنا على علم بأن عدداً من الأهالي كان يستعد للدخول إلى القرى والبلدات التي انسحبت منها اسرائيل خلف الجيش اللبناني بعد تمشيط الطرقات والأحياء، لكن الحالة العامة التي سادت منذ اللحظات الأولى لانتهاء مهلة الستين يوماً المحددة للعدو للانسحاب، ومسارعة الناس إلى الدخول حتى قبل الجيش، والضغط والاندفاعة التي ساهمت فيها إلى حد كبير وسائل الاعلام والسوشيال ميديا، والشعور بأن العدو يماطل لمصادرة الأرض أو إقامة مناطق عازلة كلها أسباب جعلت الناس تتدفق في مشهد جماعي عفوي تحول إلى فوضى بالمعنى التنظيمي ولم يعد باستطاعة الجيش أو القوى المحلية السيطرة عليها، فكان اليوم الأول الجيش خلف الشعب، على أن اليوم التالي شهد تفعيل حركة الجيش وآلياته أمام الأهالي لتصحيح الصورة في تكريس تأمين الحماية للناس العزل، وقد أدت هذه الحركة الى تحرير ٩ بلدات لم تكن اسرائيل بوارد الانسحاب منها، مثل عيتا، راميا، أم التوت، أما مارون، يارون، عيترون، مركبا، حولا، ميس الجبل، فدخل اليها الأهالي وأصبحوا على تماس مباشر مع جيش الاحتلال”.
ويكشف المصدر أن العدو طلب تمديد المهلة زاعماً أنه لم ينجز بعد بنك أهدافه كله وهذا ما أبلغه الى لجنة المراقبة، التي رفع رئيسها الجنرال جاسبر جيفرز هذا المطلب إلى الادارة الأميركية، مشيراً الى أن جيش الاحتلال يريد بقوة تثبيت معادلة التمركز في خمسة مواقع عبر اللجنة الخماسية (اللبونة، يارون، العديسة، كفركلا والخيام باعتبار أن هذه المواقع مشرفة على المستوطنات وتؤمن الحماية لها)، لكن التطورات على الأرض جعلت هذا المطلب محفوفاً بالمخاطر بالنسبة اليه وهذا ما دفع البيت الأبيض إلى إصدار بيان التمديد بعد تكثيف الاتصالات مع السلطة في لبنان، وتخفيض المدة من شهر (مطلب العدو) الى ثلاثة أسابيع على أن ينضم بند تحرير الأسرى إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
مصدر رفيع في “حزب الله ” يؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن حركة الأهالي “مكملة” لكن بوتيرة مضبوطة والحزب يلتزم الاتفاق، لكن إذا ما حاول العدو المماطلة مرة جديدة والالتفاف حول ما تم الاتفاق عليه فإن حق الشعب بالمقاومة هو حق مشروع تشرّعه الدساتير والأنظمة لاستعادة الأرض والسيادة، مضيفاً: ما دام هناك احتلال فلن تحتاج المقاومة إلى غطاء سياسي. ويؤكد المصدر أن فكرة المنطقة العازلة أصبحت من الخيال لدى جيش الاحتلال ورسائل الأحد المجيد كانت كافية له، وتاريخ ١٨ نهائي خصوصاً أنه إعلان من البيت الأبيض وليس قرار لجنة.
المعادلة تغيرت ١٨٠ درجة يقول المصدر، وخطونا خطوة نحو التحرير الثالث، كاشفاً أن وصول ٣٥٠ مهندساً إلى بنت جبيل لمباشرة الترميم والإعمار بصورة عاجلة وسريعة هو أقوى رسالة بأن الهدف الذي سعت اليه اسرائيل بتحويل البلدات الى مناطق غير قابلة للعيش، ليس قدراً، وعزيمة العودة على كل المستويات هو تحد كبير لنا ولناسنا وجنباً إلى جنب سننجزه”.
كما يوضح المصدر أن الأسرى الذين سيشملهم الاتفاق تم أسرهم من كفركلا وعيتا وجبهات المواجهة بالإضافة إلى عماد أمهز الذي أسرته من منطقة البترون مجموعة كوماندوس، وعددهم أكثر من سبعة، وقد جرى البحث في الأسابيع الماضية في ضمهم إلى صفقة تبادل الأسرى في غزة لكن قيادة “حزب الله” رفضت باعتبار أن جبهة الجنوب فتحت لمساندة غزة في تبادل الأسرى وليس العكس، وتم الاتفاق على ترك ملفهم باتفاق جانبي لكن ما حدث الأحد أدخلهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان كبند أساسي على نار حامية.
في المحصلة، تحول لبنان إلى ساحة بحد ذاته لذاته، والدول التي تشده اليها مهما كانت حساباتها مضطرة إلى تقويض ما يحصل لمصلحتها.
ليندا مشلب- لبنان الكبير