ساعات حاسمة: إسرائيل تسعى لتمديد الـ٦٠ يوماً… و”الحزب” هل يبقى متفرجاً؟؟

يوم الأحد تنتهي مهلة الـ٦٠ يوماً للانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية، ولكن لا يبدو أن إسرائيل بصدد سحب جيشها بصورة شاملة. فقد أفادت هيئة البث الاسرائيلية بأن الجيش يستعد لإطالة أمد بقائه في جنوب لبنان، وقد تم إبلاغ “اليونيفيل” والولايات المتحدة بذلك، وعللت تل أبيب السبب برغبتها في تدمير بنى تحتية لـ”حزب الله” في المنطقة.

في المقابل، اعتبر “حزب الله” في بيان أن “أي تجاوز لمهلة الـ٦٠ يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال في فصل جديد يستوجب التعاطي معه من الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال”.

وأشار الحزب الى أنه يتابع تطورات الوضع، مؤكداً أن “أي إخلال بالاتفاق والتعهدات لن يكون مقبولاً، وأي محاولة للتفلت منها تحت عناوين واهية غير مقبولة”. ودعا إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أية تنازلات.

“الحزب” يحذر من تجاوز المهلة
وفي هذا الاطار، تقول مصادر قريبة من “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير” إن بقاء أي قوات إسرائيلية في الأراضي اللبنانية بعد نهاية مهلة الـ٦٠ يوماً “يجعلها هدفاً مشروعاً للاستهداف، بدءاً من الساعة الرابعة فجراً يوم الأحد”.

إلا أن المصادر نفسها أكدت أن “المقاومة ستدرس الإجراء المناسب وستعطي المهلة الكافية للجنة الاتفاق، ولكنها لن تبقى متفرجة على استباحة أرض الجنوب إلى ما لا نهاية. ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، عندما كان البعض يعتبر الجنوب بقعة منفصلة عن لبنان. فالمقاومة هي نتيجة غياب الدولة عن القيام بواجباتها، وهي تكتسب شرعيتها من حاضنتها الشعبية. وقد تشكلت أساساً من أهالي القرى المحتلة واتخذت أشكالاً متعددة قبل أن تصل إلى قوة التسلح التي تمتلكها اليوم، والتي على الرغم من كل ما حصل لا تزال تشكل مصدر قوة للبنان”.

“القوات”: على الحكومة مواجهة الاحتلال
في المقابل، أشارت أوساط “القوات اللبنانية” إلى أن “حزب الله” وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يقضي بتسليم سلاحه للجيش اللبناني وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب الليطاني وشماله، مقابل انسحاب إسرائيل من القرى والبلدات الجنوبية التي احتلتها، وهذا يعني تطبيق القرار ١٧٠١.

وأوضحت أن “الجانبين لا يلتزمان ببنود الاتفاق؛ فالحزب يعلن مراراً وتكراراً أن المقاومة ستبقى عصية على المشروع الأميركي-الاسرائيلي، كما يؤكد الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن هذه المقاومة مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض. ويرى أن الاتفاق حصري بجنوب الليطاني”.

ولفتت إلى أن “هذا الخطاب الذي يتنكر لقبول الحزب يصل إلى مسامع لجنة المراقبة الدولية والمسؤولين الإسرائيليين الذين يلمسون عدم جدية الحكومة اللبنانية في تنفيذ الاتفاق، ومراوغة من الحزب لتفكيك بنيته، ما يعطي إسرائيل ذريعة للاستمرار في اعتداءاتها”.

وأكدت الأوساط أن “المجتمع الدولي والشعب اللبناني يعتبران أن تجربة الحزب مع السلاح انتهت، إلا أنه لا يزال مصراً على معادلته الخشبية جيش وشعب ومقاومة”، محذرة من أن “استمرار الحزب بهذه الذهنية يعرّض لبنان للخطر، لأن إسرائيل تتمتع بحرية التدخل كلما اشتبهت بتحركات مشبوهة للحزب”.

كما ذكّرت بأن “مغامرة الحزب العسكرية بين ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ و٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ جلبت المآسي والكوارث على لبنان، والحزب نفسه لا يزال يجر أذيال الهزيمة”، مشددة على ضرورة أن “تواجه الحكومة اللبنانية الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، وأن تستخدم كل وسائل الضغط الديبلوماسية لتحرير القرى والبلدات اللبنانية”.

ساعات حاسمة
ساعات تفصل لبنان عن استحقاق الانسحاب الاسرائيلي وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يشكل تحدياً ليس بالسهل للدولة اللبنانية والدول الراعية للاتفاق. وقد سرّب الاعلام الاسرائيلي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط لتطبيق الاتفاق وانسحاب القوات الاسرائيلية. فهل تنجح الرعاية الدولية في تحقيق انسحاب إسرائيلي كامل، وتعيش الحدود اللبنانية الاسرائيلية هدوءاً مستداماً أم ستكون هذه مجرد فترة استراحة لإعادة التنظيم والاستعداد لانفجار جديد في المستقبل؟

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة