لبناني يتحدى الشيخوخة برفع الأثقال
على أبواب الثمانين من العمر، لا يزال اللبناني رياض منيمنة يمارس رياضة رفع الأثقال منذ كان عمره 16 عامًا، كأنه شابٌ في مقتبل العمر. وللوهلة الأولى، يبدو منيمنة وهو يرفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية في مدينة صيدا جنوب لبنان وكأنه في منتصف العمر، لكنه في الواقع سيكمل عامه الـ78 بعد 3 أشهر.
وبعد تقاعده، لم يعد يخوض بطولات المحترفين في رفع الأوزان الثقيلة، إلا أنه استمرّ بممارسة التدريبات 6 مرات أسبوعيا، جامعًا بين تدريبات رفع الأثقال وكمال الأجسام وغيرها من الرياضات وخاصة المشي.
وقال منيمنة إنه خاض بطولات محلية ودولية في رفع الأثقال منذ أن انتسب إلى النادي الرياضي في صيدا عام 1961، وما يزال يحافظ على ممارسته للرياضة منذ 60 عامًا.
وأوضح الرياضي المسنّ أنه يبدأ يومه بالذهاب صباحًا إلى إحدى الصالات الرياضية في مدينة صيدا، حيث يمارس التمارين على مختلف الأوزان وأجهزة الحركات العضلية للحفاظ على رشاقته وحيويته.
ويوضح “بدأت مسيرتي الرياضية في سن 16 عامًا، وواجهت العديد من الظروف القاسية خلال تدريباتي في النوادي حتى وصلت إلى تحقيق النتائج والبطولات، والحفاظ على لياقتي نتيجة اندفاعي اليومي لممارسة التمارين”.
ويصف الرجل النادي الرياضي بأنه “المستشفى الصحّي الكامل للإنسان الذي يقيه معظم الأمراض وخاصة المزمنة منها”، أما المعدّات الرياضية التي يتمرّن عليها “فهي الأدوية، وجلسات التمرين هي عدد جرعات الأدوية”.
وحذّر من أن “من لا يمارس الرياضة بشكل يومي، فالمستشفى التي تعج بالمرضى بانتظاره”، ونصح من يريد الابتعاد عن الابتلاء بالأمراض بـ”المواظبة على ممارسة الحد الأدنى من اللياقة البدنية”. وشدّد منيمنة على أهمية “المثابرة على ممارسة الرياضة بشتى أنواعها بالشكل الصحيح للمحافظة على صحة جيدة وعقل سليم في جسم سليم من الأمراض”.
ولفت إلى أهمية الاعتماد في ممارسة الرياضة عند كبار السن من أمثاله على القدمين لأنها ضرورية جدًا. وقال “نتيجة لمثابرتي على ممارسة الرياضة لم أدخل مستشفى ولم أقم بإجراء أي عملية جراحية من قبل”.
ولدى سؤاله عن شعوره وهو يمارس الرياضة في سن الـ78، قال إنه “شعور رائع خلال ممارسة التمارين في هذا العمر”. وأشار إلى أن مثابرته على ممارسة الرياضة أعطته “ضمانًا صحيًا أو ما يسمونه اليوم ضمان شيخوخة، لأن اهتمامي بجسدي هو دواء”.
وتابع “ممارسة الرياضة في هذا السن تشعرك وكأنك فتى في مقتبل العمر مثل الذين تراهم في صالة الرياضة”. وحذّر الرجل الشبّان من “استخدام العقاقير المنشّطة التي تؤذي وتؤدي إلى الموت المبكر، وهي مضرّة كثيرًا على المدى البعيد للشبّان الذين يريدون أن يجمّلوا أجسادهم بالعضلات”، حسب قوله.
وأضاف “في الماضي عندما بدأت نشاطي الرياضي لم تكن هذه المنشطات موجودة، لكنها انتشرت بعد بدء الحرب الأهلية في العام 1975، حيث دخلت لبنان شركات تسوّق لهذه الأدوية المضرّة، وانتشرت في جميع صالات الرياضة”.
وحسبه رأيه، فإن “صحة الإنسان تبدأ بصحة أعضائه الداخلية والخارجية، وكلّ ما هو دخيل وغير طبيعي يدخل الجسم يؤثر سلبًا على صحة هذه الأعضاء”. وتحدث منيمنة عن ملاحظاته للشبان الذين يراهم يتدربون في صالة النادي الرياضي، وكيف يبادر لنصحهم وفق ما يناسب أجسامهم.
وقال “أثناء وجودي في صالة الرياضة أراقب العديد من الذين يمارسون حمل الأوزان والحركات الرياضية على المعدّات، فأقدّم لهم النصح حول كيفية استخدامها، كما أنصحهم ببعض الحركات والتمارين المناسبة لأجسادهم”.
ونظرًا إلى شدّة اهتمامه بممارسة الرياضة، اختاره أحد أهمّ النوادي الرياضية في السعودية للتدريب في صالة الرياضة بإحدى المستشفيات العسكرية. ليس هذا وحسب، بل عمل منيمنة لدى أهم المنتجعات السياحية في لبنان ليكون مدرب السباحة الأساسي فيها.
العرب