بري “انتخب” ثلاثة رؤساء ومدَّد لاثنين… بالإكراه : لا دور له أكثر من طرق المطرقة!
متربعاً على “عرشِ” رئاسة مجلس النواب، منذ إثنين وثلاثين عاماً، رئيس مجلس النواب نبيه بري هو بلا منازِع “عرَّاب” انتخاب ثلاثة رؤساء جمهورية، وعرَّاب التمديد لإثنين منهم، لكنه، وللمفارقة، لم يكن القرار قراره، لا في الانتخاب ولا في التمديد، مرشّحه “التاريخي” النائب والوزير السابق الراحل جان عبيد، “وما الحب إلا للمرشح الأول”، وعدا ذلك كان يحدد جلسات الانتخاب، وهي ثلاث، على مضض، وجلسات التمديد، وهي إثنتان، على مضض.
مدَّد للرئيس الراحل الياس الهراوي، لأنه قرأ في صحيفة “الأهرام” حديثاً للرئيس حافظ الأسد، قال فيه: “توافق اللبنانيون على التمديد للرئيس الياس الهراوي”.
انتخب العماد إميل لحود مع أنه كان يكُن الكراهية له، وكان يعرف أن العميد، آنذاك، جميل السيد، هو الذي سيكون “الرئيس الظل”، وبين الأستاذ والعميد السيد جدار سميك من الكراهية وغياب الكيمياء. لكنه انتخب لحود على مضض، ومدّد له على مضض.
انتخب العماد ميشال سليمان الذي جاء رئيساً وفق تسوية الدوحة، ولا جهد له في وصوله.
إذاً، الرئيس نبيه بري، لا دور له أكثر من طرق المطرقة، وإعلان الفوز ، أما القرار فليس في ساحة النجمة ولا في عين التينة، وبالتأكيد ليس في المصيلح، ومن باب “التاريخ الموضوعي” لا “الخيال السياسي” الذي يتباهى فيه اللبنانيون، فإن قرار التمديد للهراوي جاء من قصر المهاجرين وأُملي على الرئيس بري، تماماً كما انتخاب العماد إميل لحود والتمديد له. وقرار انتخاب العماد ميشال سليمان اتُخذ في الدوحة، وأملي على الرئيس بري في جناحه في العاصمة القطرية، وعادوا منها “لينتخبوا” العماد ميشال سليمان.
هكذا انتخب الرئيس بري ثلاثة رؤساء لم يكن يرغب في وصول أيّ منهم، فلماذا يوحي اليوم بأن انتخاب الرئيس الرابع بيدِه؟
أكثر من ذلك، الرئيس نبيه بري جاء رئيساً لمجلس النواب بانقلاب على الرئيس حسين الحسيني، بقرار مباشر من الرئيس حافظ الأسد، واستمر على رأس مجلس النواب بقرار من قصر المهاجرين معطوفاً عليه قرار السيد حسن نصرالله.
اليوم سقط نظام الأسد، عرّابه الأول، وسقط السيد حسن نصرالله، غطاؤه الأول، فكيف سيوهِم الناس بعد اليوم أن القرار بيده؟
جان الفغالي- نداء الوطن