اعادة الاعمار مسؤولية من اتخذ قرار الحرب..وهي ايران..
تعرض لبنان لعملية تدمير واسعة النطاق وغير مسبوقة في تاريخه، طوال اكثر من 14 شهراً من الحرب الايرانية – الاسرائيلية.. التي وقعت على ارضه، واستخدمت فيها ايران الشعب اللبناني وقوداً لهذه الحرب، لتحسين شروطها التفاوضية واثبات حضورها الاقليمي.. وترسيخ هيمنتها على المكونات الشيعية في لبنان ودول المنطقة.. والامساك بورقة لبنان بشكل نهائي والى الابد..؟؟
وقد اكد نعيم قاسم في لقاء تلفزيوني ان انخراط حزب الله في الحرب كان بإذن من الولي الفقيه ومرشد الجمهورية الايرانية.. لان قرار الحرب وسقوط ضحايا قرار لا يمكن ان يتحمله اي مسؤول دون العودة للولي الفقيه..؟؟
ماذ كانت النتيجة:
خسرت ايران رهانها، مع الاعلان عن الاتفاق بوقف اطلاق النار برعاية وحضور اميركي وازن واشراف مباشر..
تعرض لبنان وخاصة المجتمع الشيعي في لبنان الى عملية تدمير قاسية لا يمكن النهوض منها بسهولة
تدمير القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كبير جدا
خروج سوريا من محورها واغلاق المعابر الحدودية مع سوريا مما يمنع اعادة التسلح
سقوط آلاف القتلى والجرحى من اللبنانيين وخاصة من ابناء الطائفة الشيعية
قرى وبلدات تعرضت للتدمير بشكل كامل..بحيث ان امكانية العودة والسكن غير متوفرة قبل اعادة الاعمار..يتضمن الاتفاق التالي..( «لن يُسمح لسكان القرى الأمامية في جنوب لبنان بالعودة على الفور إلى هذه المناطق بانتظار اتخاذ إجراءات تحفظ سلامتهم، بالإضافة إلى التأكد من خلو هذه المناطق من أي مسلحين أو أسلحة تابعة لـ(حزب الله)». ولكن سيسمح بعودة السكان المدنيين الذين نزحوا مما يسمى بلدات وقرى الخط الثاني والثالث جنوب نهر الليطاني..)…
تهجير نزوح أكثر من مليون ونصف من اللبنانيين وخاصة البيئة الشيعية من منازلهم الى مناطق اكثر امناً في الداخل اللبناني وفي دول الخارج..
مؤسسات اقتصادية وبنى تحتية تم تدميرها بالكامل بحيث فقد الكثير من المواطنين اللبنانيين فرص العمل والانطلاق في حياتهم من جديد
آلاف الشباب والمواطنين اللبنانيين بما فيهم اطفال ونساء وشيوخ اصابتهم عاهات مستديمة واصبحوا بحاجة الى رعاية اجتماعية
آلاف الارامل والايتام، والحاجة لدعم المؤسسات الاجتماعية، والرعاية الاسرية اصبحت اكثر من ضرورة..
دخول لبنان في العصر الاميركي- الاسرائيلي.. باعطاء اسرائيل التالي..( ستُنفذ الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع فقط، وستكون غير مرئية للعين المجردة قدر الإمكان، ولن تكسر حاجز الصوت.)….
الخلاصة…
لم تكن النتيجة بحسب التوقعات او التطلعات الايرانية..
ادرك الشعب اللبناني برمته وابناء البيئة الشيعية في لبنان.. ان العودة للدولة هو الحل وان وجود ميليشيات مسلحة لن تقدم لهم السلام والامن والاستقرار المطلوب..
وجود الجيش اللبناني وحده على الساحة اللبنانية هو الضمانة لاستقرار الوطن وحماية شعبه وحدوده
التزام لبنان بالقرارات الدولية والانخراط في علاقات متوازنة مع دول العالم والارتباط بالمجتمع العربي يخدم الاستقرار اللبناني
ادرك اللبنانيون ان سلاح الهيمنة والاستعلاء والتفرد باتخاذ قرار الحرب والسلم لا يرسم مستقبلا واعداً للبنان واللبنانيين..بل يقود للخراب الذي نعيشه اليوم..
فهم الجميع ان الترسانة المسلحة الضخمة التي كان يمتلكها حزب الله لم تستطع منع العدوان الاسرائيلي على لبنان، واستهداف قادة حزب الله وبنيته العسكرية والمدنية ولبنان برمته دون تردد، وبغطاء دولي لم يسبق له مثيل..
إن اقامة مؤسسات موازية للخروج على الدولة والانعزال عن باقي المكونات اللبنانية لا يخدم هذه البيئة ولا اللبنانيين ولبنان..
لم يكن حجم التدمير المتبادل متوازناً على الاطلاق، وكل الادعاءات الاعلامية هي مجرد تضليل وتضخيم بهدف تبرير الانخراط في الحرب..
لم تتدخل ايران لحماية لبنان واللبنانيين وخاصة البيئة المؤيدة لايران ضمن المجتمع الشيعي المنكوب بهذه الحرب التدميرية كما لبنان..
في الخلاصة يمكن القول ان مسؤولية اعادة الاعمار هي مسؤولية من اتخذ قرار الحرب وادخال لبنان واللبنانيين في حربٍ مدمرة، تتطلب سنوات من اعادة الاعمار وبلسمة الجراح ورعاية الضحايا وعائلاتهم..
الولايات المتحدة حليفة اسرائيل التزمت بدعم دولة اسرلئيل حرباً وسلماً.. مليارات الدولارات تم ضخها لهذه الدولة للحفاظ على قدراتها العسكرية والمالية والاقتصادية…
وهذه بالتحديد مسؤولية دولة ايران ومرشدها المطالب بدعم لبنان مالياً لاعادة اعمار ما تهدم والتعويض على الضحايا من اللبنانيين جميعاً..خاصة وانه هو الذي اتخذ توريط حزب الله وبيئته الحاضنة، سابقاً في الحرب السورية والعراقية واليمنية، والان في الحرب مع دولة اسرائيل.. التي ادت الى ما نراه ونعيشه اليوم من دمار وخراب..هذا ما يجب الاضاءة عليه والتركيز على المطالبة به.. لان ايران سوى تسعى لتصوير هذه الحرب انتصار وتطالب العرب والعالم بدفع فاتورة الحرب التي اتخذت ايران قرارها.. وليس اللبنانيين….ولا الدول العربية…!!
مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب