نتنياهو يحذر من خطر الوقت المتبقي: هل”الاتفاق قريب”؟
كشفت التسريبات الصادرة عن وسائل اعلام إسرائيلية عما اعتبرته “أهداف” رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو في التسوية مع لبنان، “نية” نتنياهو الاستمرار بالتصعيد على الرغم من الضغوط الاميركية التي يتعرض لها، بينما يسعى للاستفادة من “الوقت الضائع” لضمان الاتفاق بشروطه، في مقابل الإيحاء للجانب الأميركي بشيء من الايجابية. الأوساط الأميركية من جانبها أصرت على تسريب الأجواء الايجابية، ونقلت للإعلام اللبناني ما مفاده أنّنا “دخلنا ربع الساعة الأخير وأن اتفاق وقف اطلاق النار أصبح شبه مكتمل وإعلانه ربما خلال أيام أو أسبوعين كأقصى حد”، وهو ما أشاعه أيضاً موقع “أكسيوس” الأميركي نقلا عن مسؤول إسرائيلي بأنّ إسرائيل تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وعلى وقع ليلة عنيفة تعرضت لها الضاحية الجنوبية بالغارات التدميرية، عقد نتنياهو مناقشات مغلقة، سُربت تفاصيل عنها تتعلق بأهداف ومخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه التسوية الخاصة بوقف اطلاق النار مع حزب الله. وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أنّ نتنياهو حذر في المناقشات التي جرت في الأيام الماضية، من خطر في الوقت المتبقي لإدارة الرئيس جو بايدن، يتمثل بإمكانية اتخاذ خطوات أميركية أحادية الجانب بشأن أي تسوية.
وقال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل هرتسوغ: “نحن قريبون جداً من التوصل لاتفاق مع لبنان وقد يحدث ذلك خلال أيام”.
الرد على الخروقات
وأضافت القناة المقربة من نتنياهو أنّ الأخير أكد أنه يفضّل الذهاب إلى تسوية مع لبنان مع التزام أميركي بالسماح لإسرائيل بالرد على أي خروقات أو انتهاكات. ووفق القناة، فإن نتنياهو أوضح أن “الشرط الأساسي في هذا الأمر هو أننا سنقرر ما يعتبر انتهاكاً”. وعملانياً، فإنّ لبنان لا يزال منتظراً الرد الأميركي بعد زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، بينما يعلم لبنان أنّه لن يستطيع أن يقدّم المزيد من التنازلات سوى ما نقله رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى هوكشتاين، وبالتالي فإنّ أهداف نتنياهو التي سُربت عنه بالأمس قد تؤدي إلى مزيد من المماطلة في احتماليات الوصول إلى تسوية مع لبنان.
ومن الأهداف التي ذكرها نتنياهو في مناقشاته المتعلقة بالتسوية مع حزب الله في لبنان، وفق القناة الإسرائيلية، مسألة “فصل الساحات”، حيث قال: “بمجرد أن نوقع اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع حزب الله، على الرغم من أنهم دائما ما ربطوه بهدنة مماثلة في غزة، فإننا سنخضعهم ونقطع الروابط فيما بينهم”.
تفاصيل التسوية
أمّا اللافت وسط هذه التسريبات، هو الاعلان عن توّجه مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانيال شابيرو، إلى إسرائيل اليوم لإنهاء تفاصيل التسوية. في وقت نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ اجتماع نتنياهو انتهى دون اتخاذ قرارات نهائية بسبب عدم القدرة على التوصل لحلول لقضايا حرجة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي على حد تعبيره، ولكنه أضاف أن اتجاه محادثات التسوية إيجابي.
من جانبها، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن “الخلافات حول مقترح وقف إطلاق النار في لبنان ليست جوهرية ويمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أيام قليلة”. وقالت أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لتوقيع اتفاق تسوية مع لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أنّ التقدم في الاتصالات جاء بعدما أطلق حزب الله أكثر من 250 صاروخاً في يوم واحد. وهو ما صدر عن صحيفة “هآرتس” أيضاً، إذ قالت مصادر إسرائيلية وأميركية للصحيفة إنّ المستوى السياسي الإسرائيلي أبدى استعداداً مبدئياً لتسوية مع لبنان. وذكرت المصادر أن “هذا لا يزال مرحلة في الطريق نحو اتفاق، وليس مصادقة نهائية”.
موقف هوكشتاين
توازياً، وبعد التسريبات التي صدرت عن “انسحاب” وشيك لهوكشتاين من المفاوضات، صرح هوكشتاين لوسائل اعلام لبنانية أنّ “الكلام عن عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وتحذيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالانسحاب من المفاوضات غير دقيق”، مؤكداً أنّه لا يوجد بعد أي جدول لزيارة إلى باريس. وفي تصريح اخر أشار هوكشتاين إلى أنّ ما حُكي عن أن إسرائيل أعطته الضوء الأخضر للمضي قدماً نحو الاتفاق مع لبنان “ليس دقيقا”.
المدن