سفارات ودول عربيّة ترعى لقاءات شيعيّة ضدّ “الثنائي”… والاجتماعات متواصلة!

الكلام للميدان ومن يصرخ اولا يدفع الثمن ، والمعارك في الجنوب ستحدد مصير المنطقة باكملها وليس لبنان فقط، ووقف اطلاق النار يقرره الميدان وليس هوكشتاين ، والاميركي اعطى فرصة جديدة لنتنياهو للحسم عسكريا لكسر ارادة المقاومة واجبارها على القبول بالشروط الاسرائيلية كما جاءت في الورقة الاميركية، فواشنطن قادرة على وقف القتال في لبنان بساعات واجبار الاسرائيلي على القبول بوقف اطلاق النار فورا لو أرادت ذلك، لكن الهدف الأميركي يتلاقى كليا مع الاهداف الاسرائيلية والأطلسية والعربية بسحق المقاومات في لبنان وفلسطين، ولذلك الحرب مستمرة مع بايدن وبعده ترامب ، والحسم للمعارك، واستراتيجية المقاومة عنوانها ” النفس الطويل “.

وحسب مصادر مطلعة على المفاوضات الاخيرة، فان الطريق الوحيد والمعبر الاساسي لوقف اطلاق النار وبدء نتنياهو النزول عن الشجرة، هو الصمود في الميدان وايلام الاسرائيليى واغراقه في الرمال اللبنانية عبر “وخزات الابر المتواصلة ” لانهاكه ، ولا طريق غير ذلك ، وكلما توسع انتشار القوات الإسرائيلية داخل المناطق الجنوبية يصبح اصطياد الجنود الاسرائيليين سهلا أكثر، فالمقاومة ليست جيشا نظاميا، ولاتقاتل كما تقاتل الجيوش التقليدية ولاتدافع عن نقاط محددة وجبهات ثابتة ولاتملك خطوط تماس بل تمارس حرب العصابات عبر نشر مجموعات صغيرة من المقاتلين، كل مجموعة لايتجاوز عدد افرادها ٣ او ٤ مقاتلين، وهذه المجموعات ما زالت منتشرة في شمع ودير ميماس وعيترون وبليدا وكل القرى التي دخلتها القوات الاسرائيلية ، مهمتها ضرب العدو وشله في المناطق الخلفية، فالمقاومة اجبرت الاسرائيلي على التراجع بعد مجزرة الدبابات في وادي الحجير عام ٢٠٠٦ ، والمقاومة الوطنية اللبنانية أجبرت الاسرائيلي على التراجع بعد وصوله الى بيروت عام ١٩٨٢ ، وكانت عملية الويمبي في الحمراء التي نفذها العضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي خالد علوان البداية للمتغيرات الكبرى وانسحاب القوات الاسرائيلية من بيروت .

وحسب نفس المصادر، من يعتقد ان حزب الله سيرفع الرايات البيضاء في الميدان ويوقف القتال، فهو مخطئ جدا، وإسرائيل لو احتلت الى الجنوب وهذا من رابع المستحيلات فانها لن تستطيع اعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة كون صواريخ المقاومة من البقاع والمرتفعات السورية اللبنانية قادرة على الوصول الى كل مناطق فلسطين المحتلة، وبالتالي فان القضاء على حزب الله يقضي دخولا اسرائيليا الى البقاع والضاحية الجنوبية ومعظم المناطق اللبنانية وهذا الإنجاز يلزمه سنوات وسنوات .

وتدعو المصادر، الى متابعة التطورات الداخلية في اسرائيل وما خلفته الحرب على كل مفاصل الحياة فيها وتحديدا الاقتصادية لجهة توقف المصانع والمعامل العسكرية الاسرائيلية عن الإنتاج وبيع الاسلحة ، بالاضافة الى لجوء معظم الاسرائيليين الى الملاجئ وتزايد حالات الانتحار بين الجنود وانتشار الأمراض النفسية وضرب القطاع السياحي وتراجع تصدير النفط، وكلها ملفات لا تستطيع اسرائيل تحمل نتائجها لامد طويل .

الحرب مستمرة وطويلة، والمنطقة دخلت حرب قد تكون طويلة، ” نكون او لا نكون ” والضغوط على المقاومة وجمهورها وبيئتها ستأخذ مختلف الأشكال التهويلية تحت شعارات” كفى ” ” دمرتم البلد، قتالكم انتحار، ارحموا جمهوركم، لاتوازن مع العدو، اين صواريخكم ؟، اين قصف تل ابيب ؟، المؤامرة اكبر منكم.

أوقفوا القتال ، سلموا اسلحتكم ، ما المشكلة في دخول الجيش الى الجنوب ، الى غيرها من التحليلات والتهكمات ، من سيعيد بناء ما تهدم ، والاخطر بث اشاعات عن استحالة عودة النازحين إلى منازلهم والبقاء حيث هم ، إضافة إلى الكم الهائل من الأخبار عن حجم الخروقات في حزب الله ، والهدف من هذه الحملات دفع الجمهور الى الانقلاب على المقاومة والضغط عليها للقبول بالحد الأدنى، وهذا امر مستحيل ايضا رغم قيام دول كبرى عربية وسفارات كبرى بالاتصال بفاعليات دينية وسياسية وعائلية شيعية للتحرك والانقلاب على المقاومة والثنائي الشيعي ، والاجتماعات متواصلة ، وهؤلاء كان يطلق عليهم زوار السفارات، فيما استقبلت دول خليجية بعض رجال الدين المعروفين بعدائهم لحزب الله والرئيس نبيه بري الذي يتعرض لحملات كبرى وتحديدا في واشنطن من قبل نواب في الكونغرس بالتعاون مع مغتربين لبنانيين قريبين من إدارة ترامب لفرض عقوبات عليه او على مقربين منه اذا عارض الحل المطروح دون اي تعديلات .

رضوان الذيب- الديار

مقالات ذات صلة