وهّاب: النهاية لا نعلم أين وكيف ستكون…والحرب إلى مزيد من العنف والاغتيالات!
قال الوزير السابق وئام وهاب في حديث إلى «الأنباء» ان «رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لن يوقف حربه ضد لبنان، بل سيمضي بها حتى النهاية التي لا نعلم حتى الساعة أين وكيف ستكون، اذ انه من الواضح ان المفاوضات التي خاض غمارها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بين عين التينة وتل أبيب، أحيطت بخلافات جذرية حول 13 نقطة أساسية، أي ما يقارب معظم البنود المدرجة في الاقتراح الأميركي، باستثناء الغاية الرئيسية منها ألا وهي رغبة الجميع في وقف إطلاق النار».
وأضاف وهاب: «يرغب الجانب الأميركي في وقف فوري لإطلاق النار انما بشروط معينة لن يوافق عليها حزب الله، لاعتباره ان الاتفاق كما طرحه الأميركي والإسرائيلي ينطوي على استسلامه وهذا ما لن يحصل. لذا تبدو مشهدية الحرب ذاهبة باتجاه الأخطر، حيث المزيد من العنف والدمار والخشية من ان تطول الاغتيالات قيادات سياسية لبنانية بهدف إغراق البلاد في فوضى شاملة».
وعما إذا كان خوفه على الداخل اللبناني يتضمن خشية من فتنة بين اللبنانيين، قال وهاب: «الخوف من الانزلاق إلى فتنة داخلية قائم، ولا يمكن لعاقل حكيم ان يتجاهل عناصرها وإمكانية اندلاعها. لكن ما يبعث على الارتياح والاطمئنان هو عدم وجود تمويل خارجي لها، إضافة إلى وجود إجماع لبناني غير مسبوق على ضرورة التصدي لكل إمكانية من شأنها إشعال الفتيل وإدخال البلاد في المجهول».
وتابع: «تقدم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة بطرح في غاية الأهمية، ويتطلب من الأفرقاء جميعهم من دون استثناء مد اليد إليه وملاقاته وسط الطريق، ألا وهو تمسك حزب الله باتفاق الطائف، والمشاركة في الحياة السياسية والنيابية، والأهم بدعوته إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد وقف إطلاق النار. انه التحول الكبير في مواقف حزب الله، ولا بد من التعامل معه بإيجابية مطلقة من خلال مناقشات جدية معمقة تطمئن الجميع وتبدد ما لديهم من قلق وهواجس. يكفي التخوين وإطلاق اتهامات لا معنى لها. ومن هنا رفضي المطلق لاتهام بعض القيادات السياسية بالعمالة (…) جميعنا نحب لبنان انما كل على طريقته، والاختلاف بالرأي حول قراءة المرحلة الراهنة وما بعدها لا يعني عمالة ولا ينم عن كره للآخر».
وردا على سؤال، أكد وهاب ان القرار الدولي يقضي بتحجيم الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية وليس بإنهائها وإلغاء دورها. «حزب الله على سبيل المثال واستثناء انسحابه لاحقا من جنوب الليطاني عملا بالقرار الأممي 1701، لن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية بمعزل عن مشروع سياسي وطني شامل ونهائي. وسيبقى بالتالي الحزب الأقوى سياسيا واجتماعيا وشعبيا مقارنة مع الأحزاب الأخرى».
وتابع: «المعركة ليست ضد حزب الله وحده ولا ضد لبنان كدولة، بل ضد المنطقة بأكملها. فنظرية الشرق الأوسط الجديد تتطلب من وجهة نظر واضعيها توسيع رقعة الحرب لتحقيقها، الأمر الذي يفسر تداخل السياسات لكل من اللاعبين الإقليميين والدوليين في المنطقة، وعلى رأسهم الجانب الروسي الذي يسعى جاهدا إلى لجم التصعيد مع سورية، علما ان غاية الإسرائيلي من استهدافه مؤخرا للداخل السوري، هي منع إمداد حزب الله بالسلاح والعتاد».
ورأى وهاب «انه لا حل في لبنان والمنطقة إلا بدور عربي يعيد ترتيب ما بعثرته الخلافات المحلية والخارجية. نحن أسأنا إلى الدور العربي وتأخرنا في التيقن بأن الحضن العربي هو الملاذ الآمن للبنانيين جميعهم والضابط للقضية الفلسطينية، ومكمن الحماية والاستقرار لكل الدول العربية في المنطقة (سورية، العراق، لبنان والأردن)».
وعن اتهامه بنقل البندقية من كتف إلى كتف، قال وهاب: «أنا لبناني حر بالدرجة الأولى وعروبي حتى النخاع بالدرجة الثانية. وكل المدن العربية من المحيط إلى الخليج هي بالنسبة إلى هي بيروت الحبيبة».
وختم: «نحن أمام مشروع كبير لتغيير وجه المنطقة. ولكن اذا تعاونا كعرب سنجبر الأميركي وكل دول القرار على إعادة النظر في الحسابات، وسنحقق بالتالي منظومة استقرار عربية كبيرة في المنطقة، وننطلق بعدها باتجاه السلام الدائم وتطوير القدرات العربية».
الأنباء الكويتية