شروط إسرائيل و«حزب الله» تحاصر هوكستين
يواجه كل من إسرائيل و«حزب الله» مفاوضات وقف إطلاق النار بشرطي «الحفاظ على سيادة لبنان»، و«حرية التحرك لإسرائيل» في الأراضي اللبنانية، وذلك بعد وصول المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب ليعرض على الجانب الإسرائيلي آخر تعديلات لبنانية على مسودة الاتفاق، التي تم خلالها «إنجاز تقدم إضافي».ووفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، قال هوكستين: «هناك أمل في التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة».
ورفض هوكستين، (الأربعاء)، الإفصاح عن أي معلومات بخصوص مفاوضات التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، موضحاً أنه سيذهب إلى تل أبيب للتباحث هناك بناءً على ما ناقشه في لبنان. وقال هوكستين، في بيان حول نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار، من مقر رئاسة البرلمان في عين التينة عقب لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري: «أنجزنا تقدماً إضافياً وسأنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل في محاولة للوصول إلى خاتمة إذا تمكنّا من ذلك، ولن أُفصح عن المفاوضات علناً».
وأوضح للصحافيين بعد لقاء بري: «تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة، وقد أنجزنا تقدماً إضافياً، وسوف أنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة إذا تمكنا من ذلك».
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية، قال: «لن أعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وأنجزنا تقدماً، وكما قلت إذا أنجزنا هذا التقدم سوف أنتقل إلى إسرائيل استناداً إلى محادثاتي هنا، وسنرى ما سنقوم به»، وتابع: «هنالك تقدم وهنالك رئيس جديد، وسنعمل مع الإدارة الجديدة وسنبحث هذه الأمور مع الرئاسة الجديدة، وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة، ولا أعتقد أن ذلك مشكلة».
وكان الموفد الرئاسي الأميركي قد وصل إلى لبنان، أمس (الثلاثاء)، واستهل لقاءاته في العاصمة اللبنانية بيروت، في عين التينة بلقاء بري. وقال هوكستين بعد لقائه بري الثلاثاء، إنه عاد إلى المنطقة نظراً إلى وجود «فرصة حقيقية لوضع نهاية لذلك الصراع». وذكر أنه أجرى محادثات «بنَّاءة جداً» مع بري، لتقليص الفجوات من أجل التوصل إلى الاتفاق.
وأبدى بري تفاؤلاً حذراً بعد المحادثات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع جيد مبدئياً»، موضحاً أن ما تبقى لإنجاز الاتفاق هو «بعض التفاصيل». وقال إن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.
«حزب الله» وإسرائيل
وسارع الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، الأربعاء، للقول إن الحزب لن يقبل باتفاق وقف إطلاق نار لا يحفظ «سيادة» لبنان، في وقت أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل «حرية التحرك» ضد «حزب الله».
وكشف قاسم في كلمة مسجلة أن «الحزب تسلم الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها»، وقال: «نحن تسلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيداً، وأبدينا ملاحظات عليها، ولدى الرئيس نبيه بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة»، مضيفاً: «هذه الملاحظات قدمت للمبعوث الأميركي، وتم النقاش فيها بالتفصيل. ونحن قررنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا».
وأضاف: «تفاوضنا تحت سقفين، وقف العدوان بشكل كامل وشامل وحفظ السيادة اللبنانية؛ أي لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة». وتابع: «أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن، ولكن ليس تحت النار، لأن إسرائيل أيضاً تحت النار». وقال: «قررنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعدي مع مسار المفاوضات».
وقال: «سنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت التكلفة، والتكلفة ستكون مرتفعة على العدو أيضاً». وتمثل «حرية الحركة» أبرز العوائق التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، وتجري معالجتها.
وفد عسكري بريطاني
وفي سياق متصل، تابع بري تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، خلال استقباله كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأدميرال إدوارد ألغرين، والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول.
وقال كاول بعد اللقاء: «أريد فقط أن أقول إننا عقدنا اجتماعاً جيداً جداً مع دولة الرئيس نبيه بري للتو، وقد قمت بهذه الزيارة لأسباب خاصة تتعلق بالشرق الأوسط، ونحن رسمياً نعمل جنباً إلى جنب مع لبنان للقيام بكل شيء يمكننا في هذه اللحظة الحرجة أن نساعد ونتابع جهود وقف إطلاق النار عن كثب في لبنان، وعلى رأس ذلك دعمنا لقوى الجيش اللبناني، وعقدنا اجتماعاً جيداً للغاية مع قائد الجيش».