لكل حرب أفيخايها وأدرعها…!
كلّنا أخت أو أخ تحت رحمة “أفيخاي”. بورصة الغارات تنتظرنا يومياً بخرائطها المميتة، ومن سخرية الأقدار أنّنا دون درع يحمينا من انعدام “رحمة أدرعي”.
تبدأ يومياتنا بالخبر العاجل.. وتحذيرات “أخلوا المكان فوراً”، والذريعة دوما حاضرة “على اعتبار أنّ جسم حزب الله لبّيس” للتهم الصهيونية.
“نفّذ وأهرب.. ثم اعترض”.. حتى لو قيل لك بأنّ “السمّان” المجاور لمنزلك يمتلك “راجمة صواريخ”، الحلاق يسيّر نفقاً أسفل صالونه ليعبر من خلاله الزبائن “عفواً المقاومون”.. من حي إلى آخر. ليس بإمكانك سوى “الهريبة” وهريبة سريعة جداً، ممزوجة بالامتنان لعدوّك الذي أبقاك على قيد الحياة، وأكرمك بمنحك فرصة لـ”تنفد بريشك”.
حكايتنا منذ 23 أيلول الماضي مستمرة، وسنعيش على أمل وقف إطلاق النار، وتحوّل الحرب إلى ذكرى، ونطلب الرحمة لكل الشهداء من مدنيين أبرياء أو مقاتلين.
ختاما لنتذكّر جيداً أن “بوش مع أفيخاي ما في”، ومع كل غارة ستلتقط صورة خلف الركام، وسيتحوّل المكان الى ذكرى للذين رحلوا وعُرِضَتْ صورهم على الشاشات.
إنّها الحرب، ولكل حرب أفيخايها وأدرعها…
محمد جابر