الأسبوع المقبل حاسم: الانتظار سيّد الموقف والرهان على “صيغة هوكشتين”!
في غمرة المفاوضات الشّاقة على خط وقف الحرب في لبنان التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يكمُن تفاؤل حذر هذه المرّة تجلّى إثر تسلّم رئيس المجلس المسوّدة الجديدة لإتفاق وقف إطلاق النار، في ظلّ توارد معلومات حول زيارة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأسبوع المُقبل لتسلّم إجابة لبنان، وسطَ خشيةً حقيقية من أن ينسف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو جميع الآمال، إذ أن النوايا الإسرائيلية حتّى اللحظة تسعى إلى إطالة أمد الحرب.
في السياق، وبما أن لبنان سيردّ على المُقترح الأميركي خلال أيّام، إلاّ أنَّ هذا لا يعني وقف الحرب، بحسب المراقبين، فبغض النظر عن التوافق إذا تمَّ، إلّا أّنه من المعلوم أن الردّ اللّبناني وحده لا يكفِي، بانتظار الردّ الإسرائيليّ الذي قد يرفض البنود المطروحة معرقلاً نجاح المفاوضات مرةً جديدةً خدمةً لتحسين شروطه واستكمالاً لتنفيذ مشروعه في لبنان.
واستناداً لمصادر نيابية فإن الرئيس بري عبّر عن تفاؤل حذر بالنسبة لنجاح المفاوضات، مؤكّداً أن الأسبوع المقبل سيكون أسبوعاً حاسماً، فإما وقف إطلاق النار أو استمرار التصعيد الاسرائيلي. في حين أن المصادر نفسها نقلت عبر جريدة الأنباء الالكترونية عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن هناك جهداً جدياً يبذل للتوصل إلى وقف لاطلاق النار.
ويبقى الانتظار سيّد الموقف والرهان على الساعات المقبلة والصيغة التي يحملها هوكشتاين في جعبته خلال الزيارة المرتبقة إلى بيروت ليبنى على الشيء مقتضاه.
تزامناً، لفتَ أمين سر كتلة القاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن إلى أن الورقة التي وصلت إلى الرئيس برّي ترتكز على القرار الدولي 1701 مع لجنة لمراقبة آلية تنفيذه اقترح الأميركي إدخال ألمانيا وبريطانيا فيها، فيما رفض برّي هذا الأمر.
وإذ اعتبرَ أبو الحسن أن الرئيس برّي يفاوض بإسم مكون أساسي يتعرض للقتل ويجب أن نترك له هامشاً، أشار إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يمكن أن يكون أوضح في مواقفه، ورويداً رويداً نستعيد سيادتنا.
وبعد الموقف الذي سجّله الرئيس وليد جنبلاط، رافضاً استقبال علي لاريجاني كبير مستشاري خامنئي، اعتبر أبو الحسن ان “لاريجاني لم يأت بصفة وسيط إنما بصفة متدخّل بالشـأن اللبناني”، مضيفاً “كفى تدخلات بالشأن اللبناني وكفى استثماراً بالشعب اللبناني والارض اللبنانية وإيران تحاول تحسين شروطها كلاعب اساسي على حسابنا. فنحن في أزمة الوجود ولم تعد المسايرة تنفع وعلينا أن نحافظ على الصيغة اللبنانية وحدودنا ووحدتنا الداخلية”.
الميدان يُناقض التفاؤل
وعلى صعيد ترجمة الإيجابية المطروحة على أرض الواقع، فإنَّ سياسة التدمير الممنهج التي تتبعها إسرائيل في حربها على لبنان تنقض كلّ النظريات نحو وقف قريب لإطلاق النار، إذ عاشت قرى البقاع كما الضاحية الجنوبية يوماً قاسياً مع تجدد الغارات العنيفة منذ صباح يوم أمس، بعد سلسلة تهديدات لسكان الضاحية كما القرى الجنوبية، بالإضافة إلى مدينة صور التي نفذ فيها العدو زناراً نارياً مخلّفاً دماراً هائلاً وعدداً من الشهداء والجرحى.
وفي مستجدّات المعارك البريّة، جدد جيش العدو توغله باتجاه أطراف بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، كما حاول التسلل مجدداً الى الاراضي اللبنانية عبر بلدة الضهيرة ومحور طيرحرفا والجبين، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين حزب الله وجيش العدو وتعرضت البلدات المذكورة لقصف معاد.
إلى ذلك، زعم رئيس أركان العدو هرتسي هاليفي أن “حزب الله” يدفع ثمناً باهظاً للغاية، مهدداً بمواصلة القتال، والهجوم في العمق، وإيذاء حزب الله.
“الحزب” يُصعّد عملياته
توازياً، لم تسلم القواعد العسكرية في الأراضي المحتلة من التصعيد المُقابل، حيث استهدف “حزب الله” قاعدة “شراغا” وهي المقرّ الإداري لقيادة لواء غولاني شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخية.
كما شنَّ “الحزب” هجوماً جوياً، مستهدفاً مقرّ وحدة المهمات البحريّة الخاصة، “الشييطت 13″، في قاعدة “عتليت”، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة.
كذلك، واصل “الحزب” دك مستوطنات عدّة منها “كتسرين”، واستهدف تجمّعات لقوّات جيش العدو بصلية صاروخية.
الانباء الالكترونية