مرجع كبير: يبدو ان الحرب طويلة… ومن الصعب الحديث عن وقف للنار خلال أسابيع!

لم يتلق لبنان اي معومات حول المداولات الاميركية – “الاسرائيلية” الناشطة منذ ايام حول ما يسمى الحل الديبلوماسي، الذي تسعى ادارة الرئيس بايدن المنصرفة لتحقيقه قبل بدء ولاية الرئيس الاميركي الجديد ترامب. ولم ترشح اي معلومات عما انتهى اليه اجتماع الرئيسين في خصوص لبنان، او في شأن الموقف المتعلق بالحل المذكور. لكن ما نشر مؤخرا من خلال وسائل اعلام “اسرائيلية” واميركية لا يبشر بقرب الحل ووقف اطلاق النار، لا سيما انه تضمن شروطا “اسرائيلية” لا تتجاوز تنفيذ القرار ١٧٠١ فحسب، بل تشكل انقلابا على مضمونه، بملحق يكرس الاعتداء “الاسرائيلي” الدائم وغير المحدود على السيادة اللبنانية، اكان من خلال اطلاق يد العدو في تنفيذ اعتداءاته على لبنان ساعة يشاء، بحجة استهداف حزب الله، ام من خلال فرض حصار عليه بواسطة ادوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الاميركية .

وفي ضوء هذه المعطيات نقل عن مرجع لبناني كبير امس قوله “يبدو ان الحرب طويلة، ومن الصعب الحديث عن وقف العدوان “الاسرائيلي”، ووقف النار في غضون اسابيع قليلة كما اشيع في الاونة الاخيرة”.

وبات معلوما ان الرئيسين بري وميقاتي لم يتلقيا بعد اشارات او معلومات حول ماهية او نتائج التحرك الديبلوماسي الاميركي منذ زيارة الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين الاخيرة للبنان، وبالتالي لم يعرف ما اذا كان سيأتي الى بيروت مجددا في الايام القليلة المقبلة .

وتقول مصادر مطلعة انه من السابق لاوانه الحكم على ما سيحمله هوكشتاين في حال قرر زيارة لبنان قريبا، لكن المؤكد انه اذا جاء بمقترحات كتلك التي تسربها وتروج لها وسائل اعلام اميركية و”إسرائيلية”، فان زيارته ستكون فاشلة وكزيارة رفع العتب .

وتخشى المصادر من ان يحمل مثل هذه المقترحات التي هي في الاصل شروط “اسرائيلية” غير مقبولة ومرفوضة حكما من لبنان، لافتة الى ان العدو “الاسرائيلي” يسعى للدفع بهذا الاتجاه من اجل تحميل لبنان مسؤولية افشال المفاوضات، ليبرر مواصلة وتوسيع عدوانه، تماما كما فعل في مفاوضات غزة .

وتضيف المصادر انه في حال حصلت زيارة هوكشتاين وانتهت الى حائط مسدود، فان مهمته ستكون بحكم المنتهية ويسدل الستار عنها، بانتظار مرحلة جديدة مرتبطة ومحكومة بالسياسة التي ستنتهجها ادارة الرئيس ترامب .

ووفقا لقراءة التطورات الاخيرة، ترى المصادر ان نتنياهو، الذي يقبض كليا على القرار “الاسرائيلي”، يسعى الى فرض ملحق للقرار ١٧٠١ هو في الحقيقة بمثابة اتفاق جديد خارج اطار مجلس الامن الدولي، يتضمن الشروط “الاسرائيلية” التي باتت معروفة ومنها الاقرار والموافقة على اطلاق يدها في الاعتداء على لبنان ساعة تشاء، بحجة محاربة حزب الله ومنع تسليحه .

وتعتقد المصادر ان حكومة العدو ما زالت تراهن على الضغط بالنار لفرض شروطها على لبنان، وهي لن تقبل الاكتفاء بتنفيذ القرار ١٧٠١ ما دامت “اسرائيل” لم تصل الى مرحلة الوجع الكبير، الذي يشكل العامل الاساسي وربما الوحيد لتعديل موقفها .

وفي هذا السياق، تتوقع المصادر تصعيدا كبيرا على صعيد زيادة وتوسيع الغارات التدميرية “الاسرائيلية” من جهة، ومحاولة الضغط البري في اطار المرحلة الثانية من العملية البرية التي اعلن عنها رئيس اركان العدو. وما يعزز هذا التوصيف للموقف “الاسرائيلي”، هو ان نتنياهو لم يتراجع حتى الآن عن هذا المسار، لانه يعتقد ان القبول بالقرار ١٧٠١ وحده دون الاضافات التي يسعى اليها، يعني انه لن يحصل على النصر الذي وعد “الاسرائيليين” به، وبالتالي سيدفع ثمنا سياسيا قاتلا يطيح به ويخرجه من الحكم .

وفي المقابل، يؤكد مصدر سياسي مطلع ان لبنان ليس بوارد تقديم اية تنازلات خارج اطار تنفيذ القرار ١٧٠١، وان هوكشتاين لمس هذا الجو وهذا الموقف في زيارته الاخيرة للبنان وخلال اجتماعه مع بري وميقاتي . ويضيف ان العدو واهم اذا راهن على الضغط بالنار لفرض شروطه وتعديل الموقف اللبناني، لا سيما ان التطورات الميدانية مؤخرا حملت دلالات مهمة على صعيد تحسين جهوزية المقاومة في المواجهة البرية، وزيادة وتيرة فعالية قوتها الصاروخية وتوسيعها. ومما لا شك فيه ان هذا التطور لفعل ودور حزب الله والمقاومة يقوي ورقة لبنان في المفاوضات .

ويشير المصدر الى ان تطور جهوزية المقاومة في الجنوب ينعكس في المواجهات والالتحامات مع قوات النخبة في جيش العدو، ومنها ما حصل مؤخرا في عيناتا مع بدء الاعلان عن المرحلة الثانية من العملية البرية، وادى الى مقتل ٩ من ضباط وجنود “لواء غولاني” واصابة عدد آخر. ويلفت ايضا الى انه في الآونة الاخيرة استطاع حزب الله تكثيف وتوسيع ضرباته الصاروخية النوعية في عمق كيان العدو، باستهداف قاعدة ومقر وزارة حرب العدو في “تل ابيب”، موضحا ان هذا الاستهداف الى جانب استهدافات اخرى مؤخرا يعتبر تطورا مهما، ورسالة قوية للعدو تعزز الموقف التفاوضي للبنان .

ويعتقد المصدر ان هذه العملية تعتبر نموذجا جديدا في رفع حزب الله لوتيرة استهدافاته الصاروخية، سنشهد المزيد منها واكثر قريبا.

محمد بلوط- الديار

مقالات ذات صلة