على برّي أن يختار.. بين “الهنا” و”النار”!
في 18 تشرين الأول المنصرم، أرسل عضوا الكونغرس من أصل لبناني داريل عيسى ودارين لحود رسالة إلى الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، دعوا فيها إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، بتهمة “عرقلة العملية الإنتخابية وعدم التصرف بما يخدم مصلحة لبنان وشعبه”، واعتباره “عقبة رئيسية أمام فتح البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من 20 شهراً”، كذلك ورد في نهاية الرسالة إلى بايدن “نأمل أن نرى الضغوط التي نعتقد أنها مطلوبة الآن لتحريك البرلمان لانتخاب رئيس يكون الأفضل لشعب لبنان، ويعمل نحو مستقبل سلمي قائم على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وغيره من الاتفاقيات الدولية”.
هذه الرّسالة أزعجت بري كثيراً وأوّل تعليق منه كان “يا عيب الشوم، هول نواب من أصل لبناني هيك بيتصرفوا، وبحرضوا عليي عند الأميركان؟”.
بعد هذا التعليق بدأ العمل الفعلي من فريق برّي والهدف محاولة معرفة مدى تأثير هذه الرسالة في الإدارة الأميركية، فحتى الساعة لم تتبنّ الرسالة أي لجنة مما يعرف بلجان الصداقة الأميركية للبنان، لكنها أيضاً لم ترفضها. ما يعني أن هذه العقوبات المطلوبة على برّي “Pending now”، أي معلّقة كما تقول مصادر أميركية لـ “نداء الوطن”، وخصوصاً مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، لكن هذا لا يعني أنها رفضت بحسب المصادر.
كذلك، نشط فريق عمل الرئيس برّي على خط قنوات التواصل مع الولايات المتحدة الأميركية في محاولة لاحتواء الأمر، وعلمت “نداء الوطن” أن رسالة شفهية جوابية أُرسلت إلى واشنطن من برّي عبر القنوات الدبلوماسية مفادها: “هلأ مش وقت فرض عقوبات على الرئيس بري”، لأن الأخير مكلّف اليوم من قبل “حزب الله” بالتفاوض في موضوع وقف إطلاق النار، ويمثّل اليوم الطائفة الشيعية سياسياً في لبنان، وهو مفتاح الحلّ لوقف الحرب، كما أن برّي هو الذي يستلم زمام أمور تهدئة الشارع الشيعي”.
أكثر من ذلك، علمت “نداء الوطن” أن برّي بعث برسالة إلى الأميركيين، مؤكداً فيها أن حزب “القوات اللبنانية” وتحديداً رئيسها سمير جعجع لا يريد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإنّ “تحميل برّي والفريق الشيعي مسؤولية عدم انتخاب رئيس خطأ كبير”.
باختصار علاقة “الأستاذ” بـ “العم سام” يبدو أنها تهتز. وقد يكون على الرئيس بري أن يختار بين “الهنا” و”النار” وبين لقبين أعطيا له، الأول علناً وهو “الأخ الأكبر”، والثاني تحت الطّاولة وهو “رجل العلاقات الوثيقة مع الأميركيين”.
جويس عقيقي- نداء الوطن