إسرائيل تنتقم من الميدان…بالضاحية!
بوتيرة اعنف توسّع إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان. التصعيد الكبير الذي نشهده اليوم يندرج ضمن استمرار سعي إسرائيل للضغط على لبنان بقبول شروطها، فتتمادى في الغارات والمجازر، على وقع الحديث عن “هدايا” ستقدمها إسرائيل للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تشمل تفاهما بشأن لبنان، كما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول إسرائيلي.
إذا، مشهد ضبابي على مستوى التفاوض، لا ينذر بالخير أقله على مستوى المنظور القريب، على وقع سلسلة غارات عنيفة تدميرية استمرت منذ ليل الأمس ولغاية صباح اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت. وفجراً أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حارة حريك وبرج البراجنة، ليستكمل الطيران الإسرائيلي اليوم شنّ غاراته العنيفة على الضاحية والغبيري محيط روضة الشهيدين والشويفات.
ولم تمر ساعات على وقع الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية منذ الصباح، حتى وجه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي انذاراً جديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية وتحديداً في حارة حريك وبرج البراجنة، بوجوب الاخلاء استعدادً لضربها من جديد.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة الحجم الكبير للدمار وخصوصاً في منطقة الغبيري والعمروسية في الشويفات.
غارات جنوباً
وجنوباً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي صباحاً غارة جوية مستهدفا بلدة الصوانة في قضاء مرجعيون. وتشهد اطراف بلدات طيرحرفا شيحين والضهيرة قصفا مدفعيا معاديا عنيفا حيث يحاول الجيش الاسرائيلي اجتياز الحدود من ذلك المحور، فيما يتصدى له عناصر حزب الله، بضرب تحشداته وتوقع في صفوفه الاصابات البشرية والاليات وتشهد المنطقة المذكورة تحليقا مكثفا للطيران الاستطلاعي والمسّير.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية مستهدفا محيط بلدية دير الزهراني الا ان الصاروخ لم ينفجر. كما أغار الطيران الإسرائيلي مستهدفا حي الراهبات في مدينة النبطية.
مقتل الجنود
في المقابل، أورد موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” تفاصيل عن كيفية مقتل 6 من جنود لواء غولاني في معركة بقرية في جنوب لبنان، بعدما كشف الجيش الإسرائيلي عن هوية القتلى الستة، أمس الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ 6 جنود من لواء جولاني قتلوا صباح الأربعاء في اشتباك مع عناصر من حزب الله في إحدى القرى في جنوب لبنان، وأن جنديا آخر أصيب بجروح متوسطة في الاشتباك ذاته.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن جميع الجنود القتلى يتبعون الكتيبة 51 في لواء غولاني، وأنهم قتلوا في كمين “أثناء نشاط عملياتي”.
وقال موقع “واينت” الإسرائيلي إن الوحدة العسكرية دخلت القطاع الليلة الماضية كجزء من عملية الفرقة 36 لإجراء عمليات تمشيط بالقرب من الحدود اللبنانية، خصوصا وأن القوات الإسرائيلية كانت قد قصفت المنطقة قبل دخول الوحدة العسكرية إليها.
وأوضح الموقع أن القوات الإسرائيلية تشتبه بأن عناصر حزب الله خرجوا من نفق مخفي تحت الأرض، على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية السابقة على المنطقة ذاتها. وبعد خروج مقاتلي الحزب من النفق اندلعت معركة شرسة عن قرب، مما أسفر عن مقتل مقاتل واحد على الأقل من حزب الله، واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات حتى تم تأمين السيطرة.
ضربات الحزب
في المقابل، يواصل حزب الله ضرب أهدافه في العمق الإسرائيلي. وأعلن أنّ مقاتليه استهدفوا تجمّعًا لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا شرقاً، بصليةٍ صاروخية.
وعلى وقع الغارات الإسرائيلية، في المقابل سُجلت اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي حزب الله وقوة إسرائيلية حاولت التسلل نحو القطاع الغربي جنوب لبنان. وبحسب المعطيات الميدانية فإنّ مقاتلي الحزب يواجهون بمقاومة عنيفة المرحلة الثانية التي أعلن عنها جيش الاحتلال اطلاقها في العملية البرية، ويستخدم الحزب صواريخ من طراز “نصر 1” في استهداف تجمعات الجيش الاسرائيلي على أطراف القرى.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنّه خلال الأسبوع الأخير تم تدمير 140 منصة إطلاق صواريخ في جنوب لبنان بعضها بعد دقائق من إطلاق صواريخ منها باتجاه الجليل وحيفا وتل أبيب، فيما تم القضاء على 200 مسلح من حزب الله بغارات جوية ومواجهات مباشرة بينهم قادة في قوة الرضوان وغيرها. يأتي ذلك فيما تُطلق صافرات الانذار في الجليل الاعلى، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم رصد حوالي 10 صواريخ عبرت إلى داخل البلاد من لبنان، وتم اعتراض بعضها، وسقط الباقي في مناطق مفتوحة.
المدن