هوكشتاين عائد: بنود الاتفاق على وقف النار…والبحث لا يزال في بداياته!

موافقة حزب الله لم تعد عقبة أمام تطبيق القرار 1701

أجواء متشائمة تلك التي يتحدث عنها المسؤولون في لبنان. إصرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على الاستمرار في الحرب يضاعف القلق من أنها لن تتوقف قبل شهرين، سيحملان خطراً متزايداً ما لم ينضج الحل السياسي. بارقة الأمل الوحيدة هنا هي رغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنهاء الحروب، ومن بينها الحرب على لبنان.

وعلى ما بدأ يتلمس لبنان الرسمي، فإن مباحثات وقف النار يمكن ان تستأنف في الزمن الفاصل بين عهدي الرئيس الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب. واذا كانت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن وجود ورقة اتفاق، أو مسودة تفاهم على وقف النار، فإن لبنان ينفي وجود مشروع كامل متكامل. وتؤكد مصادر سياسية رسمية أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يحمل صيغة اتفاق رسمي بل مجرد أفكار صيغت على ورقة ليصار إلى الاتفاق بشأنها مع نتنياهو.

كان أغلب الظن أن مهام هوكشتاين ستنتهي مع انتخاب ترامب، لولا أنه عاود التواصل مع المسؤولين متمنياً استئناف البحث من حيث توقف. وقال إنه وبطلب من الرئيس المنتخب سيعاود البحث في وقف لإطلاق النار والاتفاق على تطبيق القرار 1701.

حدود عمل لجنة المراقبة
واذا كانت الصحف الإسرائيلية تتحدث عن صيغ اتفاق ومسودات لوقف النار، فهذا إنما يعكس وجود محاولة لتطبيق القرار 1701 بما يتناسب وتطلعات إسرائيل. وأن تحتفظ لنفسها بالحق في تنفيذ عمليات عسكرية متى ارتأت وجود تهديد من الجانب اللبناني. بند آخر رفضه لبنان وهو آلية عمل لجنة المراقبة المطلوب أن تتواجد على الحدود مع لبنان وصلاحياتها.

ما فهمه لبنان أن تسريبات الصحافة الاسرائيلية هي أيضاً محاولات جس نبض للتفاوض، أو عملية استباقية لأي اتفاق، ولا يعتبر لبنان نفسه معنياً بأبعد مما أبلغه للموفد الأميركي الذي سيزور لبنان لاستئناف بحثه، لكن ليس قبل أن يأتي بجواب من نتنياهو على المقترحات اللبنانية التي حملها خلال زيارته الأخيرة إلى اسرائيل.

بنود الاتفاق المرتقب
وتؤكد مصادر سياسية رسمية، وجود اتصالات بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين. وتكشف أن هوكشتاين عاود الاتصال بمعنيين بملف التفاوض، مبلغاً عزمه على مواصلة مهامه بطلب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وهذا ما أكد عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تحدث خلال استقباله النواب السنّة، عن وجود تواصل مع هوكشتاين وقال إن البحث جار عن حلول.

ولم تستبعد المصادر وصول هوكشتاين إلى لبنان، بعد إسرائيل التي سيقصدها لمناقشة نتنياهو بالمقترحات المتفق عليها مع لبنان. وتابعت تقول إن هوكشتاين كان بحث خلال زيارته الأخيرة ورقة تفاهم تقوم على تنفيذ القرار 1701 مع تفصيل إضافي حول الآلية التنفيذية لتطبيق بنود هذا الاتفاق. وكشفت المصادر عينها أن تطبيق هذا القرار سيشمل بنوداً عدة من بينها: نشر الجيش في الجنوب، أي ما يقارب 7000 إلى 10000 جندي، سحب المظاهر المسلحة عن الحدود، تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة اللازمة للقيام بمهامه، وضع لجنة مراقبة على الحدود، وعودة النازحين.

كما كشف أن تطبيق للقرار 1701 سيتضمن شيئاً من تفاهم نيسان 1996، وآخر من اتفاق الهدنة، وهو ما يعني الملحق المتعلق بالبنود التطبيقية للاتفاق، نافياً نفياً قاطعاً أن يكون لبنان وافق على السماح لإسرائيل القيام بعمليات عسكرية متى وجدت ذلك مناسباً بحجة وجود خرق.

إبعاد حزب الله
لم يتطرق هوكشتاين في زيارته ومداولاته مع رئيسي مجلس النواب والحكومة إلى الشأن الرئاسي، ولم يفاتح بشأن انتخاب الرئيس، ولو أن لبنان لمس ضمناً حرص الولايات المتحدة على تمرير هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن. ولكن بنداً كهذا لم يدرج في سياق القرار 1701 خلافاً لما تردد.

ينتظر لبنان عودة هوكشتاين. البحث لا يزال في بداياته. الآلية التطبيقية ستستغرق وقتاً طويلاً بالنظر إلى رؤية كل طرف لكيفية تطبيق القرار 1701، وما تهدف إسرائيل إلى تحقيقه وما يريده لبنان.

وحسب المعطيات المتوافرة، فإن موافقة حزب الله لم تعد عقبة أمام تطبيق هذا القرار، ولكن لبنان يرى أن من الأجدى عدم التماهي مع رؤية الإسرائيلي، وهي التي تصبو إلى إبعاد حزب الله عن الحدود لمسافة معينة وإلغاء وجوده ودوره، أي كل ما له علاقة بحزب الله. وفي هذا البند ثمة إشكالية حول المقصود بعبارة كل ما له علاقة بحزب الله. والمتعارف عليه ان الحزب يتواجد في البلديات، والمؤسسات، وفي الحكومة كما في مجلس النواب. فهل يمكن استبعاده من الحياة السياسية وإبعاده من الجنوب بالطريقة التي يتصورها الإسرائيلي ويلح عليها الأميركي.

وقف النار رهن عودة مرتقبة لهوكشتاين، وموافقة غير مؤكدة لنتنياهو، المصرّ على استكمال ارتكاب مجازره، والتفاوض بالدم، مستفيداً من فترة بين عهدين، فإذا ما نجحت المفاوضات تحقق وقف النار، وإلا فقد هدد بالانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية العسكرية، وقد يكون انتقل إليها فعلاً مع حجم المجازر التي شهدتها الساعات الماضية.

غادة حلاوي- المدن

مقالات ذات صلة