تحذير من خطف ديبلوماسيين… و«العين على الجبل»!
يترقب لبنان كما معظم بلدان العالم ماذا ستحمله صناديق الاقتراع الأميركية، وستتحدد في ضوئها أمور كثيرة، خصوصا ما يتعلق بلبنان ومساعي وقف إطلاق النار، التي لا يختلف اثنان على انها معلقة على من سيعطي إشارة الانطلاق للتسوية ووضع اجراءات تطبيق القرار 1701 موضع التنفيذ.
ويعول الكثير في لبنان على القرار الدولي الصادر في أغسطس 2006 لوقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار المفقود، في وقت لم تعد الساحة تحتمل المزيد من التأخير في ظل حملة التدمير الإسرائيلية الممنهجة، والتهجير الذي يضيف يوميا المزيد من الاعباء التي لم يعد يتحملها لبنان.
واستبعد مصدر سياسي رفيع سبق له الاضطلاع بأدوار حاسمة لـ «الأنباء»، حصول تبديل في المشهد العسكري في الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان قبل تبيان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتوقع المصدر «مزيدا من الضربات العسكرية الإسرائيلية، واحتمال ضربات نوعية اذا تمكن الإسرائيلي من تحقيق ذلك».
وقال: «في المقابل، سيصعد حزب الله من استهداف المستعمرات ومدينة حيفا، مع محاولة توجيه ضربات في أماكن موجعة للإسرائيليين».
وأبدى خشيته من وقوع «مزيد من الدمار والقتلى، وتاليا محاولة إسرائيل الضغط على الشارع اللبناني، وخصوصا المسيحي والسني والدرزي لتأليب الناس ضد الحزب».
ودعا المصدر إلى «إبقاء العين على الجبل». وقال: «الجو في مناطق الجبل (الشوف وعاليه وحاصبيا) ليس كما يحاول الإيحاء به الزعيم وليد جنبلاط. وهناك توجه درزي كبير مناهض لتوجيهات جنبلاط، وكان ذلك واضحا في لقاء بعذران عند شيخ العقل د.سامي أبي المنى حيث سجلت أصوات معارضة كثيرة».
وكرر المصدر الكلام «عن خطرين أساسيين وضرورة التنبه منهما، الأول الخشية الكبيرة من حدوث مشاكل داخلية مسرحها أماكن النزوح، خصوصا في المناطق المسيحية والدرزية. والأمر الثاني: حصول عمليات خطف قد تستهدف أجانب من ديبلوماسيين أو أشخاص بارزين. وفي هذا السياق هناك كثير من الحملات على الألمان والأميركيين قبل حادثة البترون وبعدها» حيث خطفت قوة كوماندوس إسرائيلية قبطانا بحريا.
كما تطرق إلى «جو من التصعيد ضد الجيش اللبناني بحجة التقصير بمراقبة شاطئ البحر من رادارات الجيش، وكلام عن تمكن الجيش عبر قطعه البحرية من ضبط زوارق صغيرة تستخدم لتهريب السوريين من شاطئ الشمال، وعدم قدرته في المقابل على رصد حركة بارجة حربية أو زورق كبير (فرقاطة) وقفت في عرض البحر وانتظرت حضور منفذي عملية الخطف».
وأردف قائلا: «المشكلة دقيقة جدا والجو الداخلي ليس صحيا».
وفي الملف الرئاسي، رأى المصدر ان انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون «يصعب أكثر اذا استمرت الأجواء على ما هي عليه، الا اذا حصلت من ضمن مقايضة مع احتدام أكبر على الجبهة».
ولاحظ أن «الجو الشيعي غير مؤات مطلقا، والتباعد يزداد أكثر مع القائد، وكذلك جو التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي تفصل بين دعم التمديد للعماد عون سنة إضافية ثانية في قيادة الجيش بعد بلوغه سن التسريح القانونية، وبين دعمه لرئاسة الجمهورية، في ضوء ما نقل من جهات عدة (وفق ما أشارت «الأنباء») ان د.سمير جعجع لا يعرف العماد جوزف عون بالشخصي، وبالتالي هناك استحالة في دعم ترشيحه للرئاسة. وعموما من الصعوبة تحريك الملف الرئاسي في المدى القريب. ولا بد من التوقف عند ما قاله وليد جنبلاط منذ أيام قليلة أمام زواره، من ان الأزمة (وقف النار) طويلة وأزمة الرئاسة أطول».
إلا أن المصدر أشار إلى إمرار تمديد خدمة قائد الجيش سنة إضافية ثانية، مع شمول التمديد سائر قادة الأجهزة الأمنية برتبة لواء. وتحدث «عن تفادي أهل الداخل اللبناني الدخول في مواجهة قد تصل إلى القطيعة الشاملة مع المجتمع الدولي، الداعم لبقاء العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية».
وختم المصدر الرفيع قائلا: «لا انفراج جديا قبل اتفاق أميركي – إيراني، الأمر الذي ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وإذا ربحت (كامالا) هاريس تكون هناك استمرارية والحوار أسرع. وإذا فاز المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، فالقصة أصعب بكثير وتحتاج الى وقت».
في الميدان، لاحظ خبير عسكري لبناني كبير سبق له تحقيق انتصارات في معارك داخلية كبرى، «ان حزب الله يحاول أخد الحرب إلى وجهة يتحكم بها، باعتماد تهديد المستوطنات والمدن الإسرائيلية بسلاح المسيرات. وليس الكشف عن صواريخ (عماد 5) من باب الدعاية والتهويل».
كذلك ثمة ضبابية وعدم وضوح حول مسار المواجهات. فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية وآخرها بلدة الخيام في شرق الجنوب بعدما خلفت دمارا هائلا، وارتكبت مجازر، بينها القضاء على عائلة من 20 شخصا يعملون في الزراعة ورعي الماشية. ولم تمنح الصليب الأحمر الوقت الكافي لسحب كل الضحايا من تحت الأنقاض. وطرحت علامات استفهام حول إشارة إسرائيل إلى «انتهاء المرحلة الأولى من الحملة البرية»، من دون أن توضح ما الخطوة التالية، وأين يقع مسارها.
الانباء الكويتية