«لقاء بعذران» يوصي بالركون إلى الدولة…«الحرب بين من ومن؟!»
لا تقتصر نتائج الأخطار الناجمة عن التطورات الأمنية، في ظل ما يشهده لبنان من الحرب الإسرائيلية، على ما يحصل في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت من دمار واغتيالات وتهجير، او من خلال الاستهدافات المتنقلة لمسؤولين في المناطق على حد سواء فحسب، وانما يتعدى الامر إلى قلق اللبنانيين العارم حول ما يسمى الامن الذاتي في موازاة الاحاديث عن الفتن الداخلية.
خلال الاجتماع الدرزي في «خلوات القطالب» في بعذران أمس الاول السبت، ألمح الزعيم وليد جنبلاط ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان للموضوع، كما قالت مصادر مشاركة في الاجتماع لـ «الأنباء»، وذلك من باب التنبه للشائعات المغرضة، التي تهدف إلى توتير الأجواء وتعزيز المناخات «الفتنوية»، والتي تحمل في طياتها استنتاجات خطرة حيال مجريات الحرب وتداعياتها.
لقد ساهمت حادثة الإنزال والخطف التي نفذتها وحدة كوماندوز إسرائيلية عند ساحل البترون في تلك الاجواء المقلقة، باعتبار ان أي منطقة أو شخص ليس في منأى من مرمى الاستهدافات على انواعها، كما انها فاتحة لمرحلة جديدة تكتسب مزيدا من تلك المخاوف.
وفي المقابل، يضع بعض المسؤولين الحملة على الجيش اللبناني المتصلة بذات الاهداف، علما ان الموضوع الامني من «لقاء بعذران» نال قسطا وافرا بحسب المصادر نفسها حول التشديد في اهمية احتضان الجيش والالتفاف حوله، في المرحلة الراهنة وتقديم الدعم له، بما يمكنه من تنفيذ المهام الموكلة اليه، في الظروف الصعبة الراهنة وتحدياتها المستقبلية. وكان تأكيد على ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على ضبط الأمن في اللحظة المصيرية الحاضرة.
وتقول المصادر بأن كلا من جنبلاط وارسلان كانا يردان على كلام يجري تسويقه في مناطق مختلفة، «انه اذا لم يقم الجيش بحماية اللبنانيين، فسنكون ملزمين البدء بحماية انفسنا من حزب الله»، رافضين أي كلام من هذا القبيل، وتاليا عن حرب أهلية ما بعد الحرب الإسرائيلية، وسألا «الحرب بين من ومن؟!».
ثمة شاحنتان محملتان بالصواريخ عبرتا مدينة عاليه اثارتا قلقا، لكن معالجة الامر كان عبر الجيش، الذي يعزز حضوره المناطقي على نحو عام، كما ان قوى الامن الداخلي زادت من عديدها، لاسيما في منطقة إقليم الخروب، فيما اثارت مضادات الدروع في بلدة عاريا البعيدة من الجنوب بدورها تساؤلات عدة.
المصادر تؤكد خلاصة اللقاء الدرزي الجامع، في الركون إلى الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية في كل أمر له علاقة بالاستقرار الامني، والى الصمود الاجتماعي. وبالنسبة إلى وزارة التربية بخصوص المراكز، التي تتجهز لإعادة فتح المدارس الرسمية، لتضم المقيمين والسوريين كما كان يعمل به سابقا والنازحين اليوم، وفقا لآلية عمل تحددها الوزارة بهذا الخصوص وتوزع فيها الحصص الدراسية بحسب الاوقات المناسبة.
عامر زين الدين- الانباء الكويتية