نتنياهو سيستمر في الحرب.. هل سيستمر الدعم الأميركي؟
ساد تفاؤل حذر قبيل الزيارة الاخيرة للموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى الكيان الصهيوني الغاصب، وساهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اخفاء اجواء ايجابية ابلغه عنها هوكشتاين في اتصال معه اثناء توجهه الى “تل ابيب”، وهو يحمل مع مستشار الرئيس الاميركي جو بايدن المبعوث بريت كفروك، مقترحات عملية لتطبيق القرار 1701، ووقف الحرب “الاسرائيلية” التدميرية على لبنان، الذي أمل المسؤولون فيه ان يتم التوصل الى حل، كانت تسعى اليه الادارة الاميركية الحالية قبل بدء الانتخابات الرئاسية الاميركية في 5 تشرين الثاني الحالي.
لكن ما كان يتمناه الموفدان الاميركيان لم يتحقق واصيبا بخيبة، لان رئيس حكومة العدو “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو، سرّب مسودة مشروع حل لوقف الحرب تتضمن بنوده استسلاماً لحزب الله وتسليم سلاحه، وتدخل “اسرائيلي” سياسي وعسكري في لبنان، متى اقتضت حاجة ومصلحة العدو الاسرائيلي، اضافة الى اعادة البحث في القرار 1701، واصدار قرار جديد وتعديله بوضعه تحت الفصل السابع، وهو لم يحصل في حرب 2006، وتغيير مهمة القوات الدولية من حفظ السلام، الى قوات تدخل عسكرية على كل مساحة لبنان ومعابره البرية والبحرية والجوية، والقيام بحملات تفتيش عن السلاح ومصانعه.
هذه الشروط “الاسرائيلية”، منعت هوكشتاين من المرور في بيروت، لانه يعلم بان لبنان لن يوافق عليها لانها تأخذه الى الاستسلام، وان حزب الله ما زال يقاتل عند الحافة الامامية على الحدود مع فلسطين المحتلة، ولم يحرز جيش الاحتلال اي تقدم يذكر في البر، وهو بقي عند تخوم البلدات والقرى التي توغل فيها، ولقي مواجهة من المقاومة التي كبدته خسائر بشرية ومادية، وان الامين العام لحزب الله المنتخب الشيخ نعيم قاسم، اعلن عن رفضه للشروط التي يريد العدو “الاسرائيلي” فرضها على لبنان، الذي هو المهزوم في الميدان.
وما فعله نتنياهو في غزة وما زال برفض بوقف الحرب عليها، يمارسه في لبنان، فيوحي للادارة الاميركية بانه موافق على مبادرات ويتراجع عنها، كمثل المبادرة التي طرحها بايدن في مطلع تموز الماضي لوقف الحرب في غزة، وانها مقترحات مقدمة من رئيس حكومة العدو، ووافقت حركة حماس على المبادرة، كما على قرار مجلس الامن الدولي 2753، لكن العدو الاسرائيلي كان يرمي بها في سلة المهملات، وهذه سياسة ينتهجها منذ ما قبل اغتصابه لفلسطين وما بعد ذلك، وفق ما يؤكد مصدر ديبلوماسي، الذي يكشف عن الخداع “الاسرائيلي” الذي قام عليه الكيان الصهيوني، لمزاعم توراتية واساطير تلمودية وتزوير للتاريخ والغاء للجغرافيا.
فمنذ نحو اكثر من عام، ونتنياهو يمارس النفاق على العالم، كما على المستوطنين الصهاينة، ويلعب في الوقت الضائع، ويستفيد من مرحلة الانتخابات الرئاسية الاميركية ليستمر في حربه التي لن يوقفها، ولم يحقق اي هدف من اهدافه فيها، يقول المصدر، الذي حاول رئيس حكومة العدو الاستفادة من اغتيال قادة المقاومة في لبنان وفلسطين، ومن ابرزهم الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، وفي فلسطين باغتيال رئيسي المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران ويحيى السنوار في غزة، فشن حربه الواسعة على لبنان. وبتقدير العدو ان حزب الله فقد القيادة والسيطرة، ولم يعد بمقدوره الاستمرار في المواجهة العسكرية، ليتبين له ان حزب الله صعّد عملياته في قصف اهداف “اسرائيلية”، بعد استشهاد السيد نصرالله واعدّ العدة للميدان، فمنع العدو “الاسرائيلي” من اعادة احتلال الشريط الحدودي، وكانت المفاجأة له انتخاب الشيخ قاسم اميناً عاماً للحزب، وان كلمته اكدت على ان الحزب في قيادته مستمر على نهج المقاومة، وعلى ما بناه السيد نصرالله من قوة عسكرية للمقاومة مع قادتها الميدانيين.
فمع العناد “الاسرائيلي”، واستمرار نتنياهو في تعجرفه، فان الحرب “الاسرائيلية” مستمرة على غزة ولبنان بدعم اميركي، وان ارسال الموفدين من البيت الابيض هدفه إعطاء مزيد من الوقت للعدو الاسرائيلي لتحقيق ما يسعى له، وهو القضاء على المقاومة تحت اي تسمية كانت، كيلا يمس “امن اسرائيل”، الذي تعهدت كل الادارات التي تعاقبت على السلطة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري بالدفاع عن “وجود اسرائيل” ، التي يقول رئيس حكومتها انه يخوض “حرب الحضارة” ضد “البربرية”، ويسعى الى “شرق اوسط جديد صهيوني”.
فالحرب “الاسرائيلية” مستمرة وهي على سبع جبهات، كما يقول قادة العدو الذين، صمموا على انها وجودية للدولة العبرية اذا خسرتها، فيكون “الخراب الثالث” حل بها، بعد خرابين عرفهما “اليهود التوراتيون” في تاريخهم لمرحلتين، زمن نبوخذ نصر البابلي وعهد الرومان، وان هذا الخراب سيأتي من حرب سيكون “هيكل سلمان” هدفها، وتدمير المسجد الاقصى، كما يعمل “اليهود” المتطرفون.
كمال ذبيان- الديار